بازگشت

عند قبر الحسين توبة و عزيمة


و قد (صبحوا قبر الحسين، قأقاموا به ليلة و يوما يصلون عليه، و يستغفرون له، فلما انتهي الناس الي قبر الحسين صاحوا صيحة واحدة، و بكوا. فما رئي يوم كان أكثر باكيا منه.


فقال سليمان: اللهم ارحم حسينا الشهيد ابن الشهيد، المهدي ابن المهدي، الصديق ابن الصديق، اللهم انا نشهدك أنا علي دينهم و سبيلهم، و أعداء قاتليهم، و أولياء محبيهم.

و نادوا صحيحة واحدة: يا رب انا قد خذلنا ابن بنت نبينا، فاغفر لنا ما مضي منا، و تب علينا انك أنت التواب الرحيم، و ارحم حسينا و أصحابه الشهداء الصديقين، و انا نشهدك يا رب أنا علي مثل ما قتلوا عليه، فان لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين قأقاموا عنده يوما و ليلة يصلون عليه و يبكون و يتضرعون، فما انفك الناس من يومهم ذلك يترحمون عليه و علي أصحابه. حتي صلوا الغداة من الغد عند قبره، و زادهم ذلك حنقا. ثم ركبوا، فأمر سليمان الناس بالمسير، فجعل الرجل لا يمضي حتي يأتي قبر الحسين فيقوم عليه، فيترحم عليه و يستغفر له؛ و ازدحموا علي قبره أكثر من ازدحام الناس علي الحجر الأسود...) [1] و كان سليمان آخر من بقي عند القبر في نحو من ثلاثين من أصحابه و قد أحاطوا بالقبر فقال سليمان: (الحمد لله الذي لو شاء أكرمنا بالشهادة مع الحسين، اللهم اذ حرمتناها معه فلا تحرمناها فيه بعده) [2] .

و ألقي الجميع كلمات في ذلك الموقف، كانت آخرها كلمة المثني بن مخربة صاحب أحد الرؤوس و الأشراف و قد جاء فيها: (... ان الله جعل هؤلاء الذين ذكرتهم بمكانهم من نبيهم صلي الله عليه و آله و سلم أفضل ممن هو دون نبيهم، و قد قتلهم قوم نحن لهم أعداء، و منهم براء، و قد خرجنا من الديار و الأهلين و الأموال ارادة استئصال من قتلهم، فوالله لو أن القتال فيهم بمغرب الشمس أو بمنقطع التراب يحق علينا طلبه حتي نناله، فان ذلك هو الغنم، و هي الشهادة التي ثوابها الجنة...) [3] .


پاورقي

[1] المصدر السابق 412 - 411 / 3 و ابن‏الأثير 5 - 4 / 4.

[2] المصدر السابق 412 - 411 / 3 و ابن‏الأثير 5 - 4 / 4.

[3] المصدر السابق 412 - 411 / 3 و ابن‏الأثير 5 - 4 / 4.