بازگشت

سليمان بن صرد:ان للدنيا تجارا و للآخرة تجارا ان الجهاد سنام العمل


و رغم أن أهل البصرة و أهل المدائن لم يوافوا سليمان و أصحابه في الموعد المضروب، الا أنهم أذمعوا علي الشخوص و استقبال ابن زياد، و قد ألقي سليمان خطبة جاء فيها: (أما بعد أيها الناس، فان الله قد علم ما تنوون، و ما خرجتم تطلبون، و ان الدنيا تجارا، و للآخرة تجارا. فأما تاجر الآخرة فساع اليها، متنصب بتطلابها، لا يشتري بها ثمنا، لا يري الا قائما و قاعدا، و راكعا و ساجدا، لا يطلب ذهبا و لا فضة، و لا دنيا و لا لذة، و أما تاجر الدنيا، فمكب عليها، راتع فيها، لا يبتغي بها بدلا، فعليكم يرحمكم الله في وجهكم هذا بطول الصلاة في جوف الليل، و بذكر الله علي كل حال، و تقربوا الي الله، جل ذكره بكل خير قدرتم عليه، حتي تلقوا هذا العدو المحل القاسط فتجاهدوه. فان تتوسلوا الي ربكم بشي ء هو أعظم عنده ثوابا من الجهاد و الصلاة، فان الجهاد سنام العمل، جعلنا الله و اياكم من العباد الصالحين المجاهدين الصابرين علي اللأواء) [1] .

و أعلمهم أنهم مدلجون تلك الليلة، فأدلجوا عشية الجمعة لخمس مضين من شهر ربيع الآخر، سنة خمس و ستين للهجرة، و هو الموعد الذي حددوه قبل ذلك بأربع سنين.

و قد تخلف نحو ألف رجل من أصحاب سليمان عنه، فلم يزعجه ذلك، لأنه رأي أنهم سيقومون بتخذيل بقية أصحابه عند مواجهة جيش ابن زياد، و اعتبر أن ذلك فضل من الله يستحق الحمد...


پاورقي

[1] الطبري 411 / 3.