بازگشت

قصدوا الشام لمعاقبة المجرم الرئيسي


و قبيل المسير أشار علي سليمان أحد أصحابه بالرجوع الي الكوفة، مادام هدفهم الثأر للحسين عليه السلام، و القضاء علي قتلته، و كلهم فيها، منهم عمر بن سعد و رؤوس الأرباع و أشراف القبائل، و قد أيد ذلك الاقتراع كثيرون.من أصحابه، اذ أنهم لو مضوا نحو الشام فلن يجدوا هناك غير قاتل واحد هو ابن زياد، بينما يتجمع كل القتلة في الكوفة.

غير أن سليمان رأي أن يسيروا لمعاقبة القاتل الرئيسي، ابن زياد، الذي قتل الحسين و عبأ الجنود اليه و قال: لا أمان له عندي دون أن يستسلم فأمضي فيه حكمي... فاذا ما ظهروا عليه كان الآخرون أهون شوكة منه، و سيكون ظفرهم عاملا يجعل الناس تنضم اليهم، و حينذاك يتسني لهم قتل و معاقبة كل من شرك في دم الحسين.... و حذرهم من القيام بحرب أهلية في الكوفة تكون عواقبها و خيمة، اذ أنهم منها و قتلة الحسين من أقاربهم و عشائرهم، و سيفتح ذلك الباب لحملة من الثارات و العدوات بين الناس. و لعل عددهم القليل هو الذي جعل سليمان يتوقع فشل مهمتهم في الكوفة، اذ أن الذين يجدون أنفسهم مستهدفين بالحرب و القتل ممن شاركوا بقتل الحسين و منهم أناس ذوي تأثير قوي من مجتمعهم من رؤساء الأرباع و أشراف القبائل، سيحشدون قواهم لمواجهتهم و مقاومتهم، و عند ذاك لن يجنوا غير اثارة المزيد من النزاعات و العداوات و سيظل الحسين يمرحون دون و جل و سيكون ابن زياد الرابح الوحيد من كل ذلك.