بازگشت

يا لثارات الحسين


و قد خرج سليمان في وجوه أصحابه عندما استهل هلاك شهر ربيع الآخر سنة خمس و ستين و هو الوعد الذي حدوده سنة احدي و ستين عسكر بالنخيلة، فلم يعجبه عدة الناس فبعث جماعة من أصحابه لينادوا في الكوفة (يا لثارات الحسين)، و كانت تلك أول مرة ينادي فيها بذلك المشعار الذي كان تأثيره كبيرا في أهل الكوفة حيث التحق اثر سماعه بسليمان نحو ممن كان في عسكره حين دخله.. و مع ذلك فان من التحقوا به لم يتجاوزوا أربعة آلاف من ستة عشر ألفا كانوا قد بايعوه قبل ذلك و أحصاهم ديوانه، و قد آلمه ذلك، و بعث الي الكوفة ثانية ببعض ثقاته من أصحابه الي من تخلف عنه يذكرهم الله و ما أعطوه من أنفسهم، فخرج اليه نحو من ألف رجل، فأصبح عدد أصحاب خمسة آلاف.

و يبدو أنه كان ينتظر أعدادا أخري تلتحق به الا أن المسيب بن نجبة أقعه بعدم انتظار المزيد منهم اذ لا ينفع الكاره و لا يقاتل الا من نوي حقا علي القتال و أخرجته النية. و قد ألقي سليمان خطبة قصيرة في أصحابه أوضح فيها الغاية من خروجهم قائلا:

(أيها الناس: من كان انما أخرجته ارادة وجه الله و ثواب الآخرة فذلك منا و نحن منه، فحرمة الله عليه حيا و ميتا، و من كان انما يريد الدنيا و حرثها، فو الله ما نأتي فيئا نستفيئه، و لا غنيمة نغنمها، ما خلا رضوان الله رب العالمين، و ما معنا من ذهب و لا فضة، و لا خز و لا حرير، و ما هي الا سيوفنا في عواتقنا، و رماحنا في أكفنا، و زاد قدر البلغة الي لقاء عدونا، فمن كان غير هذا ينوي فلا يصحبنا) [1] .

و يبدو أن أولئك الذين كانوا معه كانوا علي نفس نبته و رأيه و كانوا يتوقون


لملاقات عدوهم، و تكبيده أفدح الخسائر و ان انوا لا يتوقعون القضاء عليه قضاء تاما. و قد أعربوا عن رأيهم ذاك بخطابات و هتافات مؤيدة.


پاورقي

[1] نفس المصدر 409 / 3 و ابن‏الأثير 3 / 4.