بازگشت

الي الشهادة لنلتحق بركب الحسين


و هنا قد يبدو لنا أن دوافع الثائرين لم تكن بمستوي القضية التي حملها الحسين عليه السلام منذ البداية و لم تتح لهم الفرصة للمشاركة فيها. و أن طموحاتهم أصبحت الأن الالتحاق بموكب الشهداء من أصحابه، و ان كانوا في موقف لا يستطيعون فيه النيل من الدولة التي بدت قوية مزدهرة بعد مجزرة الطف أو القضاء عليها. كانوا يريدون تدارك ما فاتهم و لو لذهاب حياتهم و أرواحهم.

غير أنهم خططوا لمعركة مع الدولة في المستقبل - في غرة ربيع الآخر سنة خمس و ستين، و هي مدة قد تبدو طويلة.. و يبدو أنهم أرادوا الاستعداد لمعركة كبيرة، و من رسالة سليمان الي حذيفة بن الميان بالمدائن ندرك أن موت يزيد لم يكن هو الذي حرك الثوار، و انما كان عاملا مساعدا لبذل استعدادات أكبر للثورة.

كما أن الرسالة تدعل علي تحرك الثوار المسلح لمواجهة الدولة و ضرب أعوانها مهما كانت النتائج و أنهم كانوا يعدون العدة لتحرك سري مدروس يقومون في نهايته بثورتهم ضد الدولة الأموية. و ان أصبح التحرك علنيا بعد هلاك يزيد و انضمام الكوفة لابن الزبير الذي دعا لنفسه بالخلافة و دعا الناس الي مبايعته و كاد أن ينتصر علي الأمويين.