بازگشت

سليمان بن صرد الصحابي المحمود


في بأسه و دينه، و الموثوق بحزمه) و قد تلاه رفاعة بن شداد، فبادر القوم الكلام فحمد الله و.ثني عليه و صلي علي النبي صلي الله عليه و آله ثم قال: (أما بعد، فان الله قد هداك لأصوب القول، و دعوت الي أرشد الأمور، بدأت بحمد الله و الثناء عليه، و الصلاة علي نبيه صلي الله عليه و آله و دعوت الي جهاد الفاسقين، و الي التوبة من الذنب العظيم، فمسموع منك، مستجاب لك، مقبول قولك: قلت:و لو أمركم رجلا منكم تفزعون اليه و تحفون برايته، و ذلك رأي قد رأينا مثل الذي رأيت. فان تكن أنت ذلك الرجل تكن عندنا مرضيا، و فينا متنصحا، و في جماعتنا محبا، و ان رأيت رأي أصحابنا ذلك ولينا هذا الأمر شيخ الشيعة صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله، و ذا السابقة و القدم، سليمان بن صرد، المحمود في بأسه و دينه و الموثوق بحزمه [1] .

و قد تكلم عبدالله بن وال و عبدالله بن سعد بنحو من كلام رفاعة و أشادا بفضل المسيب و سابقة سليمان و رضاهما بتوليته، و قد أيدهما المسيب في ذلك و قال: (أصبتم و وفقتم، و أنا أري مثل الذي رأيتم، فولوا أمركم سليمان بن صرد) [2] .


و ولوا أمرهم سليمان بن صرد في ذلك المجلس الحاشد الذي ضم أكثر من مائة رجل من فرسان الشيعة و وجوههم [3] ، و كانوا يبدون، رغم الجو الذي لا زال خانقا و مشحونا بالعداء لكل من يشايع آل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم أو يبدي استعدادا لنصرهم أو الأخذ بثأرهم، خصوصا و ان ابن زياد كان يحسب أنه يجني ثمار نصر كبير أراد أن يتباهي به أمام الجميع و أن يخيف به كل أعداء الدولة، مستعدين لخوض معركة فاصلة ضد الفاسقين علي حد تعبير رفاعة بن شداد، و هؤلاء الفاسقون يمتدون علي رقعة تتيح لهم قيادة المسلمين، و قد وضعت لهم أحاديث مزورة تمنع الناس من التعرض لهم، و تبيح لهم التصرف بعيدا عن حدود الاسلام و شريعته و أحكامه.

و يبدو أن ذلك لم يكن الاجتماع الوحيد الذي عقدوه لتدبير أمرهم و اتخاذ الخطوات المناسبة للقتال، و انما كانوا يجتمعون كل يوم جمعة يلقي فيهم سليمان بن صرد خطبة مكرورة المضامين و المعاني مشابهة لتلك التي ألقاها في اجتماعهم الأول الحاشد.


پاورقي

[1] المصدران السابقان 391 / 3 و 487 / 3.

[2] االمصدران السابقان 391 / 3 و 487 / 3.

[3] المصدر السابق.