بازگشت

لا عذر لنا عند الله و رسوله بالتخلي عن الحسين


بدأ المسيب بن نجبة الفزاري، صاحب أميرالمؤمنين عليه السلام الكلام (فتكلم فحمد الله و أثني عليه و صلي علي نبيه صلي الله عليه و آله و سلم ثم قال: (أما بعد، فانا قد ابتلينا بطول العمر، و التعرض لأنواع الفتن، فنرغب الي ربنا ألا يجعلنا ممن يقول له غدا: (أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر و جآءكم النذير) فان أميرالمؤمنين قال: العمر الذي أعذر الله فيه الي ابن آدم ستون سنة، و ليس فينا رجل الا و قد بلغه، و قد كنا مغرمين بتزكية أنفسها، و تقريظ شيعتنا، حتي بلا الله أخيارنا فوجدنا كاذبين في موطنين من مواطن ابن ابنة نبينا صلي الله عليه و آله و سلم، و قد بلغتنا قبل ذلك كتبه، و قدمت علينا رسله، و أعذر الينا يسألنا نصره عودا و بداءا، و علانية و سرا، فبخلنا عنه بأنفسنا حتي قتل الي جانبنا،


لا نحن نصرناه بأيدينا، و لا جادلنا عنه بألستنا، و لا قويناه بأموالنا، و لا طلبنا له النصرة الي عشائرنا، فما عذرنا الي ربنا و عبد لقاء نبينا صلي الله عليه و آله و سلم و قد قتل فينا ولده و حبيبه، و ذريته و نسله، لا و الله، لا عذر دون أن تقتلوا قاتله و الموالين عليه، أو تقلتوا في طلب ذلك، فعسي ربنا أن يرضي عنا عند ذلك، و ما أنا بعد لقائه لعقوبته بآمن. أيها القوم، و لوا عليكم رجلا منكم فانه لابد لكم من أمير تفزعون اليه، و راية تحفون بها...)

و بدا المسيب كأنه يلوم نفسه و أصحابه و كل أهل الكوفة الذين و عدوا الحسين النصر، ثم تراجعوا بتأثير ضغوط ابن زياد... و مع أنه لا يبدو من كلامه أن أحدا من الحاضرين و ربما غالبية شيعة آل البيت عليهم السلام قد انحاز الي صف العدو و شارك في الجريمة، الا المسيب كان يعبر عما كان يجول بأذهان الحاضرين و يحمل نفسه و أصحابه مسؤولية التخاذل، فلا عذر لهم ما لم يقتلوا قاتليه أو يقتلوا دون ذلك، و هو أمر بدا أن رأيهم قد استقر عليه قبل عقد تلك الجلسة..