بازگشت

حذار من أئمة الكفر.. فانهم ان يظهروا يفسدوا الدين و الدنيا


و كان أصحاب الأئمة و جنودهم من رهافة الحس و سلامة البصيرة و قوة الوعي ما جعلهم يدركون أن معاركهم مع أعدائهم انما كانت تستهدف ايقاف الانحراف الذي بدأ يستشري في جسم الأمة نتيجة وجود الطبقة التي بدأت تظهر في عهد عثمان و التي أبت أن تتنازل عن المكاسب التي حققتها في ظله و التي أرادت أن تستأثر بكل شي ء.

قال يزيد بن قيس الأرحبي و هو يحرض الناس علي قتال أصحاب معاوية في صفين: (ان المسلم السليم من سلم دينه و رأيه، و ان هؤلاء القوم و الله ان يقاتلوننا علي اقامة دين رأونا ضعيناه، و أحياء حتي رأونا أمتناه، و ان يقاتلوننا الا علي هذه الدنيا ليكونوا جبابرة فيها ملوكا. فلو ظهروا عليكم - لا أراهم الله ظهورا و لا سرورا - لزموكم بمثل سعيد و الوليد و عبدالله بن عامر السفيه الضال، يخبر أحدهم في مجلسه مجلسه بمثل ديته و دية أبيه وجده، يقول: هذا لي و لا اثم علي، كأنما أعطي تراثه عن أبيه و أمه، و انما هو مال الله عزوجل، أفاءه علينا بأسيافنا و أرماحنا، فقاتلوا عباد الله القوم الظالمين، الحاكمين بغير ما أنزل الله، و لا يأخذكم في جهادهم لوم لائم، فانهم ان يظهروا عليكم يفسدوا عليكم دينكم و دنياكم، و هم من قد عرفتم و حبرتم، و أيم الله ما ازدادوا الي يومهم هذا الا شرا...) [1] .

و كان ما قاله الأرحبي هو الحقيقة مع الأسف... اذ لم يكن في سلوك أقطاب الانحراف ما يدل علي أنهم سيتراجعون عنه في يوم من الأيام... بل انهم كانوا يتمادون في انحرافهم و يستهترون بشكل علني مكشوف بكل قيم الاسلام و مبادئه.

و ما قاله الأرحبي كان يؤكده الأئمة عليهم السلام علي الدوام و يحذرون الناس من نتائجه الخطيرة و من الاستسلام له علي أساس أنه (واقع) بدأ يثبت وجوده.

لم يكن من سار خلف أميرالمؤمنين أو الحسن أو الحسين عليهم السلام يري أنه شيعة لهم خاصة لأنهم علي و الحسن و الحسين و لانتمائهم الفريد لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و حسب، بل ان من أصبحوا شيعة و أنصارا و موالين لهم كانوا يرون أنهم الممثلون الحقيقيون للاسلام و الجديرون بحفظه من كل انحراف أو تشويه أو دس، و انهم الوحيدون القادرون علي مواجهة الانحراف المتفاقم و أولئك الذين يحاولون السطو


علي الاسلام و سرقة مكاسب المسلمين و جهودهم و تضحياتهم الجليلة العظيمة، كمعاوية و حزبه و من التف حوله.


پاورقي

[1] الطبري 86 - 85 / 3 و ابن‏الأثير 178 / 3.