بازگشت

انحازوا الي المنهج العلوي المحمدي و تركوا المنهج الأموي


لذلك فان الكلام هنا عن قيام الشيعة في الكوفة بالتلاوم أثر مقتل الامام الحسين عليه السلام ينبغي أن لا يفهم فيه أن أولئك الشيعة كانت فئة قد اختارات الانفصال عن الاسلام لرسم منهج خاص بها قائم علي تصورات و قيم خاصة، بل ان الأمر يعني من واقع حالهم و التزامهم و تمسكهم الكبير بالاسلام و سلوكهم الشخصي الدال علي ذلك، انهم كانوا مجموعة من المسلمين الواعين غير المتأثرين بالتصور و الدجل الأموي المنحرف، و الذين طالبوا بالعودة الي خط رسول الله و خط أميرالمؤمنين عليه السلام الذي عاش بين ظهرانيهم و أرشدهم الي ذلك الخط المستقيم، و العودة الي التصورات و القيم الاسلامية الأصيلة التي جسدها الأئمة الثلاثة من أهل البيت و عرضوها خير عرض بسلوكهم المتوافق و المتطابق مع سلوك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و النابع منه.

غير أن لفظة (الشيعة) بمرور الزمن اتخذت معني غير المعني الحقيقي لها، و ألصقت بكل أهل الفرق الاسلامية التي لا تتطابق آراؤها مع آراء أهل المذاهب الشائعة، و حتي مع مذهب أهل البيت عليهم السلام أنفسهم، لغرض تشويه مذهب أهل البيت و التقليل من أهميته و صرف أنظار الناس عنه.

لقد اتخذ الأمر بمرور الزمن طابعا سياسيا و اجتماعيا خاصا، نابعا من مصالح و أهداف الطبقات الحاكمة التي اعتلت العروش من الأمويين و العباسيين و غيرهم، و أصبح تبني مواقف و آراء و منهج أميرالمؤمنين عليه السلام التي هي مناهج رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نفسه، يصور لبقية المسلمين و كأنه أمر يستهدف من ورائه أمورا و أغراضا خفية لا علاقة لها بالاسلام لا يعلم بها الا الشيعة أنفسهم، و ان التشيع كان منذ البداية حركة سياسية باطنية وجدت تحت ظروف معينة، و ان مفاهيم الشيعة و آراءهم تختلف عن المفاهيم و الآراء الاسلامية الأخي، و ان أفكارا و عناصر غربية يهودية و غيرها قد دخلت فيها.