بازگشت

شيعة الحسين بين الواقع و ما رسمته الريشة الأموية


و هنا لابد لنا من الاشارة الي أمر ذي حساسية بالغة، و قد يكون له أثر كبير في تشكيل تصورات بعض المؤرخين و تكون بعض الأفكار الخاطئة لديهم عن طبيعة دورهم في بعض الأحداث، و هي مسألة (شيعة الحسين) التي أخذوا يذكرونها متزامنة مع أحداث الكوفة و الطف و (و شيعة علي أميرالمؤمنين)، التي شايعته خاصة في عهده و (الشيعة) بشكل عام و كأنهم فئة من الأمة لها تصورات و آراء خاصة بها بعيدة عن تصورات و آراء عموم المسلمين و ان تلك التصورات و الآراء الغريبة! لم يقرها أو يقبل بها حتي أميرالمؤمنين نفسه! و ان مصدرها يهودي يدعي عبدالله بن سبأ، أو أنه كان ابن يهودية..!

و مادام هذه الفئة قليل بالنسبة لعموم المسلمين (أبناء السنة و الجماعة!)، و تصوراتها و آراؤها في العديد من الأمور و المواقف تتعارض مع بعض آراء و تصورات الأغلبية فلا شك أن عوامل الخطأ و الانحراف تكمن فيها هي.

و اذا ما علمنا أن معظم اللوحات التي رسمت للشيعة و لأميرالمؤمنين و الأئمة من أهل البيت عليهم السلام هي من أبداع الريشة الأموية المعادية لأميرالمؤمنين و الاسلام، و قد عملت مؤسسات دولة الظلم المتعاقبة علي عرضها، علمنا كيف حصل ذلك التشويه و التزوير لها، سواء في الظلم الحرب التي خاضها أميرالمؤمنين و طلائع أهل العراق و صفوة الصحابة معه، أو بعد ذلك عندما استتبت الأمور لصالحهم، حيث وضعوا كل مناصري أميرالمؤمنين في معسكر و بقية المسلمين الآخرين، حتي الذين لا يميلون اليهم و لكنهم لم يكونوا ذوي مواقف حاسمة، في معسكر آخر، و كان بقية المسلمين الآخرين يتفقون في الرأي و المواقف اتفاقا تاما و لا يوجد بينهم أي نزاع أو خلاف و كأنهم فرقة واحدة و أهل مذهب واحد. و في حملة الترويج لصحة (اجتهادات) معاوية التي لم تبن علي أي أساس من التشريع أو الفقه الاسلامي، عرضوه و كأنه لم يكن باغيا علي أميرالمؤمنين و خارجا عليه، و كأنه ممثل الشرعية الاسلامية التي تمثل أغلبية المسلمين، و كأن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أوصي به خاصة و أوصي بأتباعه و طاعته و أتباع و طاعة خلفائه من بعده، و كأنه لم يقم بعشرات الانتهاكات المعروفة و المكشوفة و المتعمدة للاسلام... فاعلا ذلك باستهتار لا يجرؤ عليه أشد المعادين المجاهدين بعداوتهم للاسلام و المسلمين.


و كان تصوير حق معاوية و شرعيته في الحكم! يقوم علي أساس القدرات التي أبداها علي لم شمل الأمة! و جمعها حول عرشه، و القضاء علي أعدائه، فكأنه بذلك أثبت حقه و صدقه مادامت الأمة قد انقادت له في النهاية و استسلمت و أقرت كل ما كان يقوم به... و لا يهم كيف فعل ذلك، و لا تهم الأساليب التي لجأ اليها، و التي غالبا ما تموه و تخفي عن الأمة، مادام قد نجح في حماية عرشه و اقام دولة أموية قوية...