بازگشت

تلاوموا بعد قتل الحسين و اتفقوا علي قتل قتلته


و كان لابد أن يتطلع من ندم علي تخاذله أو سكوته أو بعده عن نصرة الحسين أو الذب عنه الي شركاء يبثهم غضبه و حزنه، و لابد أن يتطلع الي استجابة مماثلة من شريك مماثل، و هكذا تجمعت مراجل الغضب الشخصي لتكون مرجلا شعيبا ضخما انفجر في مراحل عديدة تهيأت الظروف فيها لذلك بعد أن لم يتحمل عب ء الضعط الشعبي الكبير المتصاعد المتفجر علي الدوام.

و كان رد الفعل قد بدأ - كما قلنا - بين جنود ابن زياد أنفسهم، و منذ الانتهاء من مجزرة الطف مباشرة، فعندما (قتل الحسين بن علي و رجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة، فدخل الكوفة، تلاقت الشيعة بالتلادم و التندوم، و رأت أنها قد أخطأت خطأ كبيرا بدعائهم الحسين الي النصرة و تركهم اجابته، و مقتله الي جانبهم لم ينصروه، و رأوا أنه لا يغسل عارهم و الاثم عنهم في مقتله الا بقتل من قتله، أو القتل فيه...) [1] .

و قد نستنتج من هذا النص أن ثمة موالين عديدين لآل البيت و للحسين خاصة ثبتوا علي ولائهم و حبهم لهم غير أن الفراصة لم تتح لهم لنصرته اما لأنهم سجنوا أو اخنفوا أو انسحبوا تحت تؤثير أقاربهم و زعمائهم... غالبيتهم لم يشاركوا الجيش الذي أعده ابن زياد لقتل الحسين، و لو أنهم شاركوا في قتله لما رفعوا دعوة الثأر له و قتل من قتله و لم يتبين لنا - من خلال استعراض الأسماء البارزة لقادتهم، و استعراض مسرتهم الملحمية لمقاومة الدولة الأموية ثانية - ان أحدا منهم كان مشاركا بالقتال ضد الحسين، غير أنهم حملوا أنفسهم مسؤولية التراجع و الاختفاء. و حتي أولئك الذين سجنوا لم يكونوا يريدون - و قد أفرج عنهم - أن يضيع دم الحسين عليه السلام هدارا، و أن تضيع قضيته لمواجهة دولة الظلم دون أن تنال من تلك الدولة و تقضي عليها أو تضعفها.



پاورقي

[1] الطبري 390 / 3 و ابن‏الأثير 486 / 3.