بازگشت

يزيد: بين التبرئة من دم الحسين و دخول الجنة


و يبدو أن هؤلاء قد تناولوا المسالة من جانبين. فالقسم الأولي منهم برأ يزيد نهائيا من دم الحسين، و استند الي أقواله التي ذكرناها في هذا الفصل، و التي قال فيها انه لم يكن راغبا بقتل الحسين، و القسم الثاني برر قيام يزيد بجريمة القتل بحرصه علي المحافظة علي وحدة المسلمين و اجتماعهم و عدم السماح للفتن و المشاكل بالظهور، و انه قد (اجتهد) في أمر القضاء علي الحسين، كما أن الحسين قد (اجتهد) في الخروج عليه، رغم أن من يخرج عليه يكون مخطئا لما روي عن نهي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من الخروج علي الامام الفاسق! و أظهر هذا القسم موقفا متحيزا ناشئا علي عوامل عدة منها تبني مواقف مسبقة قائمة علي فهم قاصر لطبيعة الدولة الأموية و تصوراتها بخصوص السياسة و الحكم و الخلافة، و هي تصورات بعيدة عن تصورات الاسلام الحقيقية و ان حاولت عرضها علي أنها هي التصورات الصحيحة... و ذلك من حملة مدورسة دؤوبة جند لها معاوية كل امكانات دولته... و منها أمور أخري تتعلق بقصور واضح في فهم طبيعة الاسلام و مناقشة مسائله بوجهات نظر غير اسلامية و بأدوات غريبة عنه.. و ربما تأثر بعض الباحثين بنظريات المشرقين الي غالبا ما تكون


بعيدة عن الفهم الواقعي للاسلام، و ربما اندفع بعضهم في حملات مغرضة مقصودة تهدف الي تهديم الاسلام و زرع الفرقة و الشقاق بين المسلمين و خصوصا في القرن الأخير الذي ظهرت فيه النزعة القومية علي يد جماعة من المسلحيين العرب في كل أنحاء البلاد العربية و خصوصا في مصر و الشام.