بازگشت

رد فعل أهل الكوفة


كان رد فعل العراقيين في الكوفة علي استشهاد الامام الحسين و أصحابه سريعا.. و قد تمثل رد الفعل ذاك بثورات من الندم و الغضب علي أنفسهم و علي من شارك بشكل فعلي بهذه المجزرة و قام بأبي دور فيها، مهما كان بسيطا، سواء قام بالقتل أو الجرح أو النهب أو التمثيل بالجثت أو غير ذلك.

و قد بدا موقفهم العاطفي المنحاز لآل البيت عليهم السلام بعد عودة بقايا موكب الحسين عليه السلام و فيه نساؤه و أطفاله الي الكوفة بمعية جيش ابن سعد، حيث تجمعوا علي جانبي الطرقات يبكون و يأسفون علي ما حل بالحسين و أصحابه في المجزرة التي نظمها ابن زياد في كربلاء، و يبدون استعدادهم للوقوف الي جانب من يريد أن ينهض مرة أخري ضد حكم يزيد.

و قد رأينا أن ردود الفعل الأولية الحزينة و الشاجبة لما قام به يزيد و أعوانه، و التي تحدث المؤرخون عنها باسهاب، لم تكن رهينة بأهل الكوفة و حدهم و انما انتشرت في كافة أرجاء العالم الاسلامي، و شملت حتي أناسا مقربين من يزيد نفسه و أفرادا من عائلته... و ان يزيد نفسه رغم سعادته الغامرة بمصرع الحسين و المظاهر الاحتفالية التي أمر باقامتها في دمشق، أجبر نزولا علي الموقف الغاضب لفئات عديدة من أبناء الأمة، علي أن يدعي تنصله من الجريمة، و ينفي عدم قيامه باعطاء الأوامر بقتل الحسين، و يحمل ابن زياد مسؤولية ذلك و يقوم ادعاءاته بخصوص براءته من دم الحسين، و يحمل ابن زياد مسؤولية ذلك و يقوم بشتمه في مجلسه، مما جعل بعض الباحثين و الكتاب القدماء والمحدثين يصدقون ادعاءاته بخصوص براءته من دم الحسين، و يحاولون ايها الناس بأن ندمه ذلك كان حقيقا، و انه لو كان حاضرا في كربلاء لما سمح لأحد بقتله... و من ثم راحوا يشجبون الطعن فيه أو تناول سلوكه المشين بأي شكل من الأشكال، كما رأينا فيما سبق، و هي محاولات يبدو التكلف


فيها ظاهرا اذ ما من شي ء في يزيد يشجع علي الدفاع عنه و الوقوف الي جانبه... و قد رأينا كيف أنه تمادي في جرائمه ضد قطاعات أوسع من المسلمين و استباح مدينة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نفسها، و هي جريمة لابد أن يندي لها جبين كل غيور خجلا و قلبه حزنا و ألما، و لابد أن يجد أن وراءها من لا يقيم وزنا لشريعة أو قانون [1] ...


پاورقي

[1] صنف عبد المغيث بن زهير الحري - (و کان من أعيان الحنابلة، قد سمع الحديث الکثير) - کتابا في فضايل يزيد بن معاوية، أتي فيه بالعجائب، و قد رد عليه أبوالفرج بن الجوزي) ابن‏الأثير 165 / 10 و روي ابن‏تيميه أن قوما من الجمهور اعتقدوا أن يزيد کان من أولياء الله، و أن من توقف فيه أوقفه الله علي نار جهنم (الرسائل الکبري - ابن‏تيميه - الرسالة 7 ج 1 ص 300). و في ارشاد الساري في شرح صحيح البخاري 230 / 6 عن المهلب أنه کان يقول بثبوت خلافة يزيد و أنه من أهل الجنة.

و قال الماضي أبوبکر بن العربي ما معناه: ان الحسين قتل بشرع جده - مقدمة ابن‏خلدون 240 و راجع ذکرناه بخصوص حرص بعض الناس علي تبرئة يزيد و ادخاله الجنة في نهاية المطاف. و قد ذهب بعض المعاصرين الي اعتياد يزيد أحد قادة المسلين الکبار و انه أحد الممهدين لقيام دولة العرب الکبري...