تلاقفوها يا آل مروان
و أصبح الذي سعي له معاوية و مهد له لقمة سائغة في فم مروان و آله بعد ذلك و الي زوال الحكم الأموي...
و كانت وقعة كبيرة و بين الضحاك بن قيس - داعية ابن الزبير الذي بايعه جل أهل دمشق من أهل اليمن و غيرهم، انتصر فيها مروان عليه بخديعة أخري من خدعه المشهورة...
و لم يدع حكم مروان سوي أشهر عديدة - كلعقة الكلب أنفه، علي حد تعبير أميرالمؤمنين عليه السلام - قتل بعدها خنقا بيد زوجته أم خالد بن يزيد، اثر اهانة ألحقا بخالد في مجلس الأمويين، تولي ابنه عبدالملك بعده الحكم، و قد خاض معارك عديدة مع أعدائه و منافيسه علي السواء في الشام و العراق و الحجاز... و قد حاصر قائد عبدالملك الحجاج بن يوسف مكة سنة اثنتين و سبعين و قتل ابن الزبير سنة ثلاث و سبعين بعد حصار دام ثمانية أشهر و سبع عشرة ليلة. و بعد أن تخلي عنه أصحابه و بعض أقاربه و أولاده
شارك الحجاج في القتال بنفسه، رفع حجر المنجنيق فوضعه فيه، عندما تردد أهل الشام في القتال بعد أن رعدت السماء و برقت و علا صوت الرعد و البرق علي الحجارة و نزلت عليهم الصواعق.
و قد أعطي الحجاج الناس الأمان فخرج اليه نحو من عشرة آلاف متخلين عن ابن الزبير (و ذكر أنه كان ممن فارقه و خرج الي الحجاج ابناه حمزة و خبيب) [1] .
و بقي ابن الزبير في جماعة قليلة من أصحابه و أبي أن يستسلم و قاتل بشجاعة و جلد و صبر، و لم يقدر عليه أعداؤه الا بعد أن رمي بآجرة فأصابته في وجهه فأرعش لها و دمي وجهه [2] ... و قد قطع رأسه و أرسل الي المدينة فنصب فيها... و قيل ان الحجاج (.. حز رأسه هو بنفسه في داخل مسجد الكعبة) [3] .
و نستعيد ما قاله ابن عباس عندما عثر علي خشبة ابن الزبير التي صلب عليها:
(... أما و الله ما عرفته الا صواما قواما، و لكنني مازلت أخاف عليه منذ رأيته تعجبه بغلاب معاوية الشهب) [4] .
پاورقي
[1] الطبري 541- 538 / 3.
[2] المصدر السابق.
[3] العقد الفريد 166 / 5.
[4] المصدر السابق 168 / 5.