لما رأيت الأمر أمرا نهبا يسرت غسانا لهم و كلبا»

و قد فعل مروان ذلك، و أعد مع أعوانه مسرحية أخري كتلك التي أعدها معاوية لمبايعة يزيد و استأثر بالأمر دون أولاد يزيد، بعد أن تخلي أولهم، معاوية بن يزيد عنها و عرض ثبلب والده أيضا.

و لا شك أن مروان عندما يري أمثال ابن زياد يتطلعون لمنصب الخلافة، يري أنه أجدر الناس بذلك خصوصا و أنه ينتمي للبيت الأموي المالك، و قد بويع بالخلافة سنة أربع و ستين، و قد قال حين بويع له:



(لما رأيت الأمر أمرا نهبا

يسرت غسانا لهم و كلبا



و السكسكيين رجالا غلبا

و طيئا يأباه الا ضربا



و القين يمشي في الحديد نكبا

و من تنوخ مشمخرا صعبا



لا يأخذون الملك الا غصبا

فان دنت قيس فقل لا قربا) [1] .