بازگشت

ذلة بعد عنجهية


و لو أن ذلك الجيش الذي أباح المدينة و ضرب مكة يدافع عن قضية من قضايا الاسلام الحقيقية و يشعر بالانتماء الحقيقي له، لما شعر بالذل أمام أهل المدينة عند عودته الي الشام بعيد ورود أخبار هلاك يزيد، فقد (اجترأ أهل المدينة و أهل الحجاز علي أهل الشام، فذلوا حتي كان لا ينفرد منهم رجل الا أخذ بلجام دابته ثم نكس عنها، فكانوا يجتمعون في معسكرهم فلا يفترقون، و قالت لهم بنوأمية: لا تبرحوا حتي تحملونا معكم الي الشام، ففعلوا، و مضي ذلك الجيش حتي دخل الشام) [1] .

لقد نسي يزيد و دولته التي مهدها له معاوية حالا، بل ان أقرب المقربين اليه عرضوا ثبلبة كما فعل ابن زياد الذي أراد أن يدلي بدلوه و يدعو أهل البصرة لنفسه -كما ذكرنا -، و اذ أنه فشل في مهمته فانه هرب الي الشام و مروان يريد أن يركب الي ابن الزبير فيبايعه بالخلافة و يأخذ منه الأمان لبني أمية، فأقنعه بالتخلي عن ذلك و الدعوة لنفسه...


پاورقي

[1] الطبري 364 / 3 و روي ابن‏الأثير... (فاجترأ أهل المدينة علي أهل الشام، فکان لا ينفرد منهم أحد الا أخذت دابته.. و خرج معهم بنوأمية من المدينة الي الشام، و لو خرج معهم ابن‏ الزبير لم يتخلف عليه أحد) ابن‏الأثير 468 / 3.