لا حرمة للكعبة
... كيف تري صنيع أم فروة.. تأخذهم بين الصفا و المروة»!
و قد دارت معركة بين قوات حصين من أهل الشام و بين قوات ابن الزبير و أهل مكة و نجدة الخارجي و من التحق بهم من أهل المدينة... و كان الدفاع عن مكة و بيتها الحرام هدفا مشتركا للمدافعين و ان تباينت أهدافهم الأخري. و اذ أن أهل المدينة و الخوارج انسحبوا بعد انتهاء المعركة الأولي بعد وفاة يزيد، فان ابن الزبير بقي وحده هناك يحاول استقطاب الناس حوله و قد أمره و طلب من الناس مبايعته.
استمرت تلك المعركة الأولي عدة أشهر، رمي أهل الشام خلالها (البيت بالمجانيق، و حرقوه بالنار، و أخذوا يرتجزون و يقولون:
خطارة مثل الفنيق المزبد
نرمي بها أعواد هذا المسجد
و جعل عمرو بن حوط السدوسي يقول:
كيف تري صنيع أم فروة
تأخذهم بين الصفا و المروة
يعني بأم فروة المنجنيق) [1] .
(و كان حصين بن نمير قد نصب المجانيق علي أبي قبيس و علي قعيقعان، فلم يكن أحد يقدر أن يطوف بالبيت... و كان ابن الزبير قد ضرب فسطاطا في ناحية، فكلما جرح رجل من أصحابه أدخله ذلك الفسطاط، فجاء رجل من أهل الشام بنار في طرف سنانة فأشعلها في الفسطاط، و كان يوما شديد الحر، فتمزق الفسطاط فوقعت النار علي الكعبة فاحترق الخشب و السقف، و انصدع الركن و الحترقت الأستار و تساقطت الي الأرض...) [2] .
(نصب أهل الشام المجانيق و العرادات علي مكة و المسجد من الجبال و الفجاج،فتواردت أحجار المجانيق و العرادات علي البيت، و رمي مع الأحجار بالنار و انفط، و مشاقات الكتان و غير ذلك من المحرقات و انهدمت الكعبة و احترقت البنية) [3] .
پاورقي
[1] المصدر السابق.
[2] العقد الفريد 141 / 5.
[3] مروج الذهب 86 / 3.