اول ما أفصح به و هو صغير: السيف
لعل هذه القصة من موضوعات ابن الزبير نفسه أراد نشرها بين الناس للغاية التي ذكرناها أو لأمر ما أضمره في نفسه.
(أخرج عن هشام بن عروة قال: كان أول ما أفصح به عمي عبدالله بن الزبير - و هو صغير -السيف، فكان لا يضعه من فيه، فكان أبوه اذا سمع ذلك منه يقول: أما و الله ليكونن لك منه يوم و يوم و يوم) [1] .
و لابد أن خبرا ما عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بشأن ولده قد وصل اليه فصرح بما صرح به بشأن هذا الغلام الجامح الطموح الذي كان له من السيف يوم في الجمل كاد أن يقتل فيه و آخر في حصار مكة الأول في دولة يزيد ثم ثالث في دولة عبد الملك في حصار مكة التالي... و قد قضي عليه الحجاج في هذا اليوم الثالث.
و قد روي لنا المؤرخون قصصا عديدة عن بخل ابن الزبير و منها قصص طريفة ذكرت لغرابتها [2] ، و قد عد من البخلاء المشهورين، كما ذكرت عن ذلك أبيات من الشعر اشتهرت و ذاعت بين الناس [3] ... و هي صفة لا يحملها انسان يريد التقرب الي الله حقا، كما أنها غير لائقة بمن يتصدون لقيادة الناس و تزعمهم، فكيف بمن يدعي خلافة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم..
پاورقي
[1] نفس المصدر 199.
[2] نفس المصدر 199.
[3] راجع العقد الفريد 197- 196 / 7 و 12 / 8 و راجع المصدر السابق 199.