بازگشت

بين ابن الزبير و ابن عباس


عندما قطع ابن الزبير ذكر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في الصلاة

أما الموقف بين ابن الزبير و ابن عباس - الذي لم يبايعه أيضا - فكان متواترا علي الدوام و قد جرت خصوصات و ألقيت خطب و بلغ العداء بينهما أن ابن الزبير قطع ذكر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في خطبة و هاجم بني هاشم [1] ، و قد جرت بينهما خصومات و مساجلات عديدة بسبب رفض ابن عباس ابن الزبير و تنديده به [2] ، كما كان ينتقص ابن عباس [3] كما كان الجو متوترا بين ابن الزبير و بين محمد بن الحنفية بعد أن رفض هذا الأخير مبايعته و أبي ابن الزبير الا ذلك و ألقي خطبة نال فيها من أميرالمؤمنين ورد عليه ابن الحنفية بخطبة أخري في المسجد الحرام، و استمر الموقف كذلك حتي بعد وفاة يزيد و اشتدد أمر ابن الزبير، و قد ذهب الي حد سجنه مع جماعة من بني هاشم رفضوا مبايعته كذلك في أحد سجون مكة ناويا احراقهم فيه لولا أن خلصهم المختار بن عبيد الثقفي [4] .

و لابد للمرء أن يتساءل: فما فرق ابن الزبير عن غيره من الأمويين و قد تولي عثمان؟ و لابد أننا قد أشرنا الي بعض دوافعه من ذلك، و لا نري بأسا من الاشارة الي بعض مواقفه و أقواله، و منها نري أنه طالب ملك لا مدافع عن الاسلام كما ادعي ذلك و حاول الظهور بمظهر الانسان الورع التقي الذي لزم البيت للعبادة و النسك، و لم ينس


التاريخ محاولته الوقوف مع الخوارج و ادعاءه أنه منهم، حتي اذا تولي عثمان تفرقوا عنه (... لما سمع ابن الزبير للخوارج في القول، و أظهر أنه منهم قال له رجل يقال له فيس بن همام بن رهط الفرزدق:



يا ابن الزبير أتهوي عصبة قتلوا

ظلما أباك و لما تنزع الشكك



ضحوا بعثمان يوم النحر ضاحية

ما أعظم الحرمة العظمي التي انتهكوا



فقال ابن الزبير: لو شايعتني الترك و الديلم علي قتال أهل الشام لشايعتها، فتفرقت الخوارج عن الزبير لما تولي عثمان..) [5] .

كما لم ينس محاولاته استمالة المختار بن عبيد الثقفي ثم تخليه عنه و محاربته بعد أن اعتقد أن الأمور كادت أن تستتب لصالحه.


پاورقي

[1] ابن أبي‏الحديد / شر نهج‏البلاغة 821 / 5.

[2] المصدر السابق 818 / 5.

[3] مروج الذهب 97 / 3.

[4] تاريخ اليعقوبي 262 - 261 و مروج الذهب 86 - 2.

[5] الکامل في الأدب للمبرد 158 / 3.