بازگشت

منهج ابن الزبير: عداوة أهل البيت


و أثبت ابن الزبير بادعائه سلامة خط عثمان و دفاعه عنه انه انسان دون مبادي ء و انه لم يكن سوي ساع للحكم و السلطان، فليس من المعقول و قد كان في مركز أتيح له فيه الاطلاع علي العديد من خفايا الأمور و الأحداث، أن يجهل الانتهاكات الكبيرة التي حدثت في عهد عثمان و التي كان السبب في معظمها عدوه اللدود مروان [1] .

كما أثبت أنه علي خطه الأول في عداوة أهل البيت و في مقدمتهم أميرالمؤمنين عليه السلام، فهو (من المبغضين لأهل البيت. فكان يقال من علي بن أبي طالب في خطبه..) [2] و بذلك يمهد لنيل ود أهل الشام و كسب رضاهم منذ البداية.


كان واضحا للجيل الذي عاصر ابن الزبير أنه لم يكن يستهدف من حركته تصحيح الانحراف و تقوم الأوضاع و اعادتها حتي الي ما كانت عليه في عهدي الشيخين... و انه كان يعد بالسير علي خط عثمان، فقد زين للناس سيرته و كان مدافعا قويا عنه، كان - بكلمة - أحد الساعين للسلطان و كان توجهه دنيويا بحتا و ان غلفه بالدين و جعل الكعبة حصنا له.

لقد أدرك ابن عمر و ابن عباس و أبوبرزة الأسلمي و جميعهم في مكة، ان ابن الزبير كان يسعي للدنيا و يقاتل عليها...

و رغم أن ابن عمر كان يتحاشي الصدام مع أية جهة ذات نفوذ، فانه صرح برأيه حول بيعة ابن الزبير، حينما طالبته بها زوجته (صفية بنت أبي عبيدة الثقفي) أخت المختار و قال لها: (أما رأيت بخلاف معاوية التي كان يحج عليها، فان ابن الزبير لا يريد غيرها) [3] ، فابن عمر و ان كان يتظاهر بالابتعاد عن الحياة العامة فانه كان خبيرا بقومه يرصد تصرفاتهم و يتابع تحركاتهم، و له في خلفياتهم و ماضيهم معرفة كبيرة.


پاورقي

[1] (روي هشام بن عروة عن أبيه قال: کان عثمان استخلف عبدالله بن الزبير علي الدار يوم الدار فبذلک أدع ابن الزبير الخلافة) مروج الذهب 166 / 5.

[2] مروج الذهب 97 / 3.

[3] الانتفاضات الشيعية ص 413.

و قال ابن ‏عباس بعد وفاته (.. مازلت أخاف عليه منذ رأيته تعجبه بغلات معاوية الشهب) العقد الفريد 168 / 5.