بازگشت

ثورة نجدة بن عامر النخعي في اليمامة


و ثار نجدة بن عامر النخعي باليمامة حين قتل الحسين، و ثار ابن الزبير بالحجاز، و كان الوليد يفيض من المعرف و يفيض مع سائر الناس، و ابن الزبير واقف في أصحابه، و نجدة واقف من أصحابه، ثم يفيض ابن الزبير بأصحابه و نجدة بأصحابه.

و كان نجدة يلقي ابن الزبير فيكثر حتي ظن أكثر الناس أنه سيبايعه...) [1] كان نجدة بن عامر الحنفي أحد الخوارج الذين لا يرون قتال أميرالمؤمنين عليه السلام


و يخطئون من قاتله و قد عزم مع جماعة من أصحابه علي التوجه الي المدينة لحمايتها من جيش الشام، فسبقهم اليها، فذهبوا الي مكة و قد توقعوا ذهابه اليها.

و قد أراد نجدة و أصحابه امتحان ابن الزبير، فان كان علي رأيهم بايعوه... (فلما صاروا الي ابن الزبير عرفوه بأنفسهم، فأظهر لهم أنه علي رأيهم، حتي أتاهم مسلم بن عقبة و أهل الشام، فدافعوهم، و لم يبايعوا ابن الزبير) [2] .

في الجولة الأولي من الحوار، و قد دخلوا عليه و هو متبذل و أصحابه متفرقون عنه قالوا له: (انا جئناك لتخبرنا رأيك، فان كنت علي الصواب بايعناك، و ان كنت علي غيره دعوناك الي الحق. ماذا تقول في الشيخين؟ قال: خيرا.

قالوا: فما تقول في عثمان الذي أحمي الحمي و آوي الطريد [3] ، و أظهر لأهل مصر شيئا و كتب بخلافه، و أوطأ آل أبي معيط رقاب الناس، و آثرهم بفي ء المسلمين، و في الذي بعده الذي حكم في دين الله الرجال و أقام علي ذلك غير نائب و لا نادم، و في أبيك و صاحبه، و قد بايعا عليا، و هو امام عادل مرضي لم يظهر منه كفر، ثم نكثا بعرض من أعراض الدنيا، و أخرجا عائشة تقاتل، و قد أمرها الله وصوا حبها أن يقرن في بيوتهن، و كان لك في ذلك ما يدعوك الي التوبة، فان أنت قلت كما تقول فلك الزلفة عند الله و النصر علي أيدينا و نسأل الله لك التوفيق، و ان أبيت الا نصر رأيك الأول و تصويب أبيك و صاحبه و التحقيق بعثمان و التولي في السنين الست التي أحلت دمه و نقضت أحكامه و أفسدت امامته، خذلك الله و انتصر منك بأيدينا) [4] .



پاورقي

[1] المصدر السابق 350- 349 / 3 و ابن‏الاثير 449 / 3.

[2] الکامل للمبرد 155 / 3.

[3] المقصود به الحکم بن أبي‏العاص -والد مروان -الذي طرده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الي الطائف فرده عثمان أيام خلافته و آواه.

[4] المصدر السابق ص 156 - 155 و مروج الذهب 236- 235 / 2 و مذاهب الخوارج مذاهب عجيبة غريبة، و کان مبدأ أمرهم ان أجبروا أميرالمؤمنين عليه السلام علي قبول التحکيم رغم انه رفض، ذلک في البداية، و عندما أخل الحکمان بالحکم و کان لصالح معاوية طلبوا من الامام رفضه، فلم يتسن له ذلک بعد ظهور الفتن و الخلافات بين جيشه، و قد حاربهم الامام، و أعد حملة کبيرة لقتال معاوية و أهل الشام، الا أنه اغتيل علي يد خارجي في مؤامرة غامضة، و قد نهي الامام عن قتالهم بعد وفاته، عالما أن القوي التي ستتصدي لهم لن يکون دافعها الحفاظ علي الاسلام و انما علي عروشها.