بازگشت

ابن الزبير: دعا لنفسه بعد غياب الحسين عن الساحة


أظهر ابن الزبير الدعوة لنفسه بعد قتل الحسين عليه السلام، فقد قام اثر ذلك (.. في أهل مكة و عظم مقتله، و عاب أهل الكوفة خاصة، و لام أهل العراق عامة، فقال: ان أهل العراق غدر فجر الا قليلا، و ان أهل الكوفة شرار أهل العراق، و انهم دعوا حسينا لينصروه و يولوه عليهم، فلما قدم عليهم ثاروا اليه، فقالوا له، اما أن تضع يدك في أيدينا فنبعث بك الي ابن زياد بن سمية سلما فيمضي فيك حكمه، و اما أن تحارب، فرأي و الله أنه هو و أصحابه قليل في كثير، و ان كان الله عزوجل لم يطلع علي الغيب أحدا أنه مقتول، ولكنه اختار الميتة الكريمة علي الحياة الذميمة، فرحم الله حسينا و أخزي قاتل حسين! لعمري لقد كان من خلافهم اياه و عصيانهم ما كان في مثله واعظ و ناه عنهم، ولكنه ما هم نازل، و اذا أراد الله أمرا لن يدفع. أفبعد الحسين نطمئن الي هؤلاء القوم و نصدق قولهم و نقبل لهم عهدا، لا، و لا نراهم لذلك أهلا. أما و الله لقد قتلوه طويلا بالليل قيامه، كثيرا في النهار صيامه، أحق بما هم فيه منهم و أولي به في الدين و الفضل. أما و الله، ما كان يبدل بالقرآن الغناء، و لا بالبكاء من خشية الله الحداء، و لا بالصيام شرب الحرام، و لا بالمجالس في حلق الذكر الركض في تطلاب الصيد - يعرض بيزيد - (فسوف يلقون غيا) [1] .


پاورقي

[1] مريم: الآية 59.