بازگشت

مبعد واقعة الحرة، أدرك المسلمون حقيقة الخطر الأموي


بعيد واقعة الحرة قدم علي ابن الزبير (كل أهل المدينة، و قد قدم عليه نجدة بن عامر المنفي في أناس من الخوارج يمنعون البيت) [1] ... و قد قاتلوا جيش الشام الذي كان يقوده حصين بن غير السكوني بعد هلاك مسلم بن عقبة المري بعد خروجه من المدينة [2] ، و استمر القتال حتي الليل في اليوم الأول منه في آخر المحرم، و قد بقوا يقاتلون جيش الشام بقية المحرم و صفر و ربيع الأول حتي جاءهم نعي يزيد لهلال ربيع الآخر.

في بداية ربيع الأول، سنة أربع و ستين (قذفوا البيت بالمجانيق، و حرقوه بالنار و أخذوا يرتجزون و يقولون:



خطارة مثل الفنيق المزبد

نرمي بها أعواد هذا المسجد



.. و جعل عمرو بن حوط السدوسي يقول:



كيف تري صنيع أم فروة

تأخذهم بين الصفا و المروة



يعني بأم فورة المنجنيق) [3] .

و يدل تهديدهم لهذا الرجز (الفكاهي) علي أنهم لا يرون للبيت حرمة و أنه مجرد أحجار لا قيمة لها، و يذهبون الي حد التغزل بأحجارهم التي يرمون بها (أعواد هذا المسجد) الذي خص بالكرامة و سعوا هم لامتهانه و النيل منه، و لا نعتقد أن شاعرا


جاهليا مستهترا يجرؤ علي ترديد ما ردده غزاة البيت المسلمون!، فله حرمته في نفوس الجاهليين أيضا و له قداسته التي حرصوا علي أن تظل قائمة، غير منتهكة.


پاورقي

[1] الطبري 371 / 3. و ابن‏الأثير 464 / 3.

[2] و قد أوصي حصين بقوله: (... أنظر يا برذعة الحمار فاحفظ ما أوصيک به، عم الأخبار و لا ترع سمعک قريش أبدا، و لا تردن أهل الشام عن عدوهم، و لا تقيمن الا ثلاثا حتي تناجز ابن‏ الزبير الفاسق، ثم قال: اللهم اني أعمل عملا قط بعد شهادة ان لا اله الا الله و أن محمدا عبده و رسوله أحب الي من قتلي أهل المدينة و لا ارجحي عندي في (الآخرة) المصدر السابق الطبري 360 / 3 و ابن‏الأثير 463 / 3.

[3] الطبري 361 / 3 و ابن‏الأثير 463 / 3.