بازگشت

هل أدرك ابن عباس ما لم يدركه الحسين


و كلام ابن عباس - علي رواية الطبري - يوكد أنه قد أدرك عزم الامام علي الخروج و أنه لا يمكن أن يتوقف عن ذلك أو يؤجله لأي سبب من الأسباب و ذلك فانه يتيح فرصة ذهيبة لابن الزبير الذي سيظل بمفرده في مكة في غياب (منافسه) القوي، و نعيد هنا، و أية الطبري عن عقبة بن سمعان، (... قال ابن عباس: لقد أقررت عين ابن الزبير تنجليتك اياه و الحجاز و الخروج منها، و هو اليوم لا ينظر اليه أحد معك، و الله الذي لا اله الا هو، لو أعلم أنك اذا أخذت بشعرك و ناصيتك حتي يجتمع علي و عليك الناس أطعتني لفعلت ذلك) [1] .

و لم تكن تلك المرة الأولي التي يحذر فيها ابن عباس الامام من الخروج، و بالتأكيد فانه يعلم حق العلم أن اصرارة علي ذلك لم يكن بدافع من قناعة الامام (بنصائح) ابن الزبير، التي تخلي عنه حالا، عندما علم أنه قد كشف بها نواياه الحقيقية و تقدم (بنصائح) جديدة دعا فيها الامام للبقاء في مكة و قتال يزيد فيها.

و لعل ابن الزبير أدرك أن الحسين عليه السلام اذا ما قتل في العراق، فان يزيد لن يتورع عن قتاله و قتله هو، حتي و لو كان عائذا بالبيت الحرام، خصوصا و ان الامام ألمح الي أنه سيقتل حتما و سيعتدي عليه كما اعتدت اليهود في السبت.

فيزيد لم يطلب البيعة علي كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم و حتي سيرة (الخلفاء) من قبله، و ان ادعي في الظاهر أنه يطلب ذلك، و انما طلب البيعة حاكما مطلقا لا حق لأحد أن يشاركه في السلطان و الرأي و أراد الناس أن يكونوا عبيدا له، واذ أنه لم


يشكف نواياه في البداية فانه كشفها في واقعة الحرة، و كان جزاء الذين أرادوا مبايعته علي كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم أن ضربت أعناقهم صبرا.


پاورقي

[1] المصدر السابق.