بازگشت

محاولة ماكرة لخلط الأوراق


كان ابن الزبير - بمحاولة ماكرة منه - يريد خلط أوراقه مع أوراق الحسين عليه السلام باعتبار أن كليهما من (أولاد المهاجري) و (ولاة الأمر).

و لم تفت كلماته الامام الحسين، الذي كان يشعر أنه أشد الناس رغبة لخروجه من مكة و ترك الجو له.. و لابد أن حديث أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام هو علم من العلم الذي زوده به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم... (ان لها كبشا تستحل به حرمتها).

لم يرد للكعبة أن تكون ساحة معارك و لم يرد لها أن تحرق أو ترمي بالأحجار و تسال علي أرضها دماء المسلمين، و اذ أن دولة الظلم الأموية لا تتحرج من ذلك و لا تري منه بأسا، فان علي من له حريجة في الدين و يري للكعبة حرمة و قداسة أن لا يفسح المجال لها و أن يتجنب الكعبة.


هكذت أكد الامام الحسين لابن الزبير، و لم يكن في كلامه ما يمكن تأويله أو تجاهله... لم يخرج الامام لتكوين دولة أو اقتسام مغانم، و كان يعلم أنه مقتول و معتدي عليه و لو كان خفي أو جحر هامة لوجده أعداؤه و قتلوه، غير أنه كان يريد أن ينتصر للاسلام و يواجه أعداءه بدمه و دماء أصحابه، و لم يكن أمامه طريق آخر لذلك. اما أن تكون الكعبة المكان الذي ستسال عليه الدماء، فذلك ما رفضه بشدة، فالكعبة يجب أن تظل مكانا آمنا و مثابة للناس كما أراد الله و رسوله... و من أجدر بالالتزام بأوامر الله و رسوله من الحسين الذي يذهب الي حد تقديم دمه في سبيلهما.

و لم يبد أن ابن الزبير كان يتحرج مما كان يتحرج منه الحسين و يرفضه، فالأمر لديه سيان مادام يسعي لمملكة معاوية و الاستيلاء عليها.