حسب أنه يخدع الحسين بتشجيعه علي ترك مكة
قدم اليه بعد خروج ابن عباس منه (.. فحدثه ساعة ثم قال: ما أدري ما تركنا هؤلاء القوم و قد كففنا عنهم، و نحن أبناء المهاجرين، و ولاة هذا الأمر دونهم. خبرني ما تريد أن تصنع؟
فقال الحسين: لقد حدثت باتياني الكوفة، و لقد كتبت الي شيعتي بها، و اشراف الناس و استخير الله.
فقال له ابن الزبير: أما لو كان لي بها مثل شيعتك لما عدلت عنها [1] . ثم خشي
أن يتهمه، فقال: أما انك لو أقمت بالحجاز ثم أردت هذا الأمر ها هنا لما خالفنا عليك، و ساعدناك، و بايعناك و نصحنا لك.
فقال له الحسين: أن أبي حدثني أن لها كبشا بن تستحل حرمتها فما أحب أن أكون أنا ذلك الكبش.
قال: فأقم ان شئت و توليني أنا الأمر فتطاع و لا تعصي.
قال: و لا أريد هذا أيضا.
ثم انهما أخفيا كلامهما فالتفت الحسين الي من هناك و قال: أتدرون ما يقول؟
قالوا: لا ندري جعلنا الله فداءك.
قال: انه يقول: أقم في هذا المسجد أجمع لك الناس، ثم قال له الحسين: و الله لأن أقتل خارجا منها بشبر أحب الي من أن أقتل فيها، و لأن أقتل خارجا منها بشبرين أحب الي من أن أقتل خارجا منها بشبر، و أيم الله لو كنت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني جتي يقضوا بي حاجتهم، و الله ليعتدن علي كما اعتدت اليهود في السبت.
فقام ابن الزبير فخرج من عنده) [2] .
پاورقي
[1] و ورد في تاريخ الاسلام للذهبي 268 / 2 و انه قال له: (ما يمنعک من شيعتک و شيعة أبيک؟ فو الله لو ان لي مثلهم ما توجهت الا اليهم).
[2] ابنالأثير 400 - 399 / 3 و الطبري 295 - 294 / 3.