بازگشت

وجود الحسين في مكة سلب منه الأضواء


و في مكة - امام قائد الأمة الحقيقي، الحسين بن علي عليه السلام - لم يستطع أن يجعل الناس تلتف حوله و تطمئن الي دوافعه و نواياه، فهو لا يمتلك الرصيد الذي يمتلكه الامام.

و قد وجد ابن الزبير أنه ليس بمستوي الامام حقا، و انه في موقف لا يستطيع معه أن يكون أي رصيد شعبي أو أن يحشد أية جماعة الي صفه مما جعله يخفي نواياه الحقيقة التي أعلنها فيما بعد، و هي المطالبة بالخلافة لنفسه، فوجود الامام هناك كان يضعف مركزه و يجعل الناس لا يبايعونه و لا يتابعونه، فعندما أقبل الامام الحسين الي مكه (... أقبل أهلها يختلفون اليه و يأتونه، و من كان بها من المعتمرين و أهل الآفاق، و ابن الزبير بها قد لزم الكعبة، فهو قائم يصلي عندما عامة النهار و يطوف، و يأتي حسينا فيمن يأتيه، اليومين المتوالين، و يأتيه بين كل يومين مرة، و لا يزال يشير عليه بالرأي، و هو أثقل خلق الله علي ابن الزبير، قد عرف أن أهل الحجاز لا يبايعونه و لا يتابعونه أبدا مادام حسين بالبلد، و أن حسينا أعظم في أعينهم و أنفسهم منه، و أطوع في الناس منه) [1] .

و قد كشف حوار دار بينه و بين الامام الحسين عن تلهفه لرحيل الامام عليه السلام حتي يخلو له الجو و يمهد لحملة يقوم فيها بالدعوة لنفسه.


پاورقي

[1] الطبري 277 / 3.