بازگشت

اخلاق أهل البيت


و يدل حادث فريد علي كرم أخلاقه و استجابته المطلقة للخير، فقد سأله عدو آل البيت اللدود مروان بن الحكم، عندما أخرج أهل المدينة عثمان بن محمد منها، أن يضم اليه عياله بعد أن رفض ذلك ابن عمر، فقبل الامام بذلك و خرج بحرمه و حرم مروان حتي وضعهم بينبع و لابد أنه أخذ معه عوائل أهل المدينة الذين أشرنا اليهم سالفا، و أرسل ولده عبدالله مع عائشة بنت عثمان، زوج مروان، الي الطائف محافظة عليها هناك و في الطريق، اذ أن عموم أهل الحجاز في المدينة و مكة كانوا ضد الحكومة الأموية و آل أمية عموما.


و قد بهر موقفه هذا مروان، فهذه الأخلاق الفريده لم تكن تخطر بباله علي الاطلاق، خصوصا و ان العداوة القديمة المتأصلة بين بيتيهما جعلته لا يطمع باستجابة الامام لمطلبه في حماية عائلته [1] ..


پاورقي

[1] يذکر الطبري في تاريخه نقلا عن محمد بن عمر قوله: (... و کان مروان شاکرا لعلي بن الحسين، مع صداقة کانت بينهما قديمة) 354 - 353 / 3 و ليس هناک ما يشير الي هذه الصداقة، بل ان مروان کان من أشد الحقودين علي أميرالمؤمنين عليه ‏السلام و کانت له مواقف معروفة بذلک و کان يحرض عليه عثمان و اشترک ضده في حرب الجمل و صفين بعد ذلک کما حاول تحريض الوليد بن عتبة علي الحسين عليه ‏السلام و أبدي فرصته و شماتته عند رؤية رأس الحسين عند يزيد، و لا نعتقد ان الأيام امتدت بعد ذلک بما فيه الکافية لعقد مثل تلک الصداقة، غير ان کرم الامام و اخلاقه الرفيعة جعلته يقدم علي حماية أهل عدوه.