بازگشت

ملاحظات جديرة بالنظر


و مع ذلك لم يشر أي نص تاريخي الي لجوء أهل المدينة للامام زين العابدين لتزعم ثورتهم، و حتي لو فعلوا ذلك و أبدوا استعدادهم لجعله يستلم الحكم في المدينة، فلعلهم لن يكونوا مستعدين لليسير وراءه الي نهاية المطا و لن يمكنوه من تحقيق عملية التغيير الاسلاميا، و ربما ستنهار القاعدة الشعبية التي ستنضم اليه لأنها لا تعي كل أهدافه و نظرياته و لن تصمد بوجه العواصف مرتقبة و ردود الفعل العنيفة من قبل الدولة.

و مع أن الامام زين العابدين عليه السلام لم يشارك بتلك المواجهة العسكرية التي قمعت بسرعة و بشدة الا أنه لم يشارك الآخرين بادانتها، و كان قلبه يفيض حزنا و أسي علي الثوار و هم يلاقون البلاء الشديد مع أهل المدينة علي يد أعوان الطغمة الحاكمة و قد بذل جهده لتخليص العديد منهم مع عوائلهم و قد روي أنه ضم اليه أربعمائة امرأة (منافية: من آل عبد مناف) مع أزواجهن أو أبنائهن الي أن تفرق الجيش الأموي و قام بنفقتهن و اطعامهن خلال تلك الأيام و استمر فيما بقي من أيام حياته يعول مائة عائلة من فقراء المدينة، في كل بيت جماعة، كان يفعل ذلك في السر.