بازگشت

اباحة المدينة كشف واقع القيادة الأموية


ان تنكيل يزيد بأهل المدينة بتلك الصورة المروعة التي تبعث الألم و الاشمئزاز في نفوس المسلمين علي مر الأيام، كشف عن واقع القيادة الأموية المتسلطة علي رقاب الناس، فهل حصل أن اغتصبت الآلاف من نساء المسلمين علي أيدي أفراد الجيش الذي كان من الفترض أن يدافع عنهن و يحمي أعراضهن لأن ذلك كان ضروريا لبقاء الاسلام و الدولة الاسلامية. أم أن ذلك قد حدث و حدث معه المزيد من سفك دماء النساء و الأطفال - الذين لم يشاركوا في القتال دون شك - لأن ارادة شريرة أرادت ارهاب الأمة الي الأبد و التلويح لها أن ما يحصل مع أهل المدينة يمكن أن يحدث بسهولة لكل من تحدثه نفسه بالوقوف بوجهها، و لأن تلك الارادة الشريرة


أرادت اشعار الجميع أن دولة الظلم التي ولدت في أيام معاوية وجدت لتبقي و تعيش في عهد يزيد و في العهود الاحقة و أنها ستتصدي بمثل العنف الذي تصديا به للأمة المسلمة في عهديهما.؟

و لئن وجد معاوية نفسه غير قادر - عندما أرسل بسر بن أبي أرطأة لغزوها - علي استباحتها الشكل الذي حققه يزيد، لأنه كان يحاول الظهور بمظهر الحريص علي الاسلام و كان يخدع بذلك فئات عديدة من المسلمين، فانه وجد أن يزيد المكشوف للأمة و الذي فرض عليها و أصبح خليفة له، كان يستطيع تحقيق ما عجز هو عنه، و هكذا أوصاه أن يرمي المدينة بمسلم بن عقبة، و ربما كانت له وصايا سرية أخري لم تكشف للناس، و كانت حجته الذي أعدها و راح يرددها وراءه فقهاء الدولة المأجورون و واضعوا الحديث و صناعه. لماذا تحرشتم بيزيد و أنتم تعلمون فسقه و عدم تورعه عن فعل أي شي ء مع أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أوصاكم بعدم التعرض للحاكم الفاسق لما ينشأ عن ذلك من شرور و أذي و منكرات و تفرقة.

و هكذا حمل أهل المدينة مسؤولية ما حصل لهم و قد استمعنا الي طرف من الآراء التي رددت أكاذيب محدثي معاوية و أظهرت أهل المدينة بصورة المجرمين الناكثين الغادرين و بررت ليزيد فعلته، و حملت مسؤولية القذارات التي فاحت رائحتها فأزكمت الأنوف، مسلم بن عقبة و جنده، أما يزيد فخرج من المسألة كلها بريئا نقي الثوب [1] رغم كل ما فعله في سنوات حكمه الثلاث القصيرة.


پاورقي

[1] و من الطريف ان يذهب بعض أعوان الدولة، و هو قاضي البحرين، أبوالفضل محمد بن محمد بن الفضل بن المظفر العبدي ال حد ادخال يزيد الجنة و حسم المسألة نهائيا، فقد حدث عنه ابن‏عساکر (من لفظه و کتبه لي بخطه قال: رأيت يزيد بن معاوية في النوم فقلت له: أنت قتلت الحسين، فقال: لا. فقلت له: هل غفر الله لک؟ قال: نعم، و أدخلني الجنة. قلت: فالحديث الذي يروي عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم انه رأي معاوية يحمل يزيد فقال: رجل من أهل الجنة يحمل رجلا من أهل النار.؟ فقال: ليس بصحيح) ابن‏کثير 240 / 8 و هکذا أدخلهما کليهما الجنة بضربة معلم حاذقة ماهرة...