بازگشت

اسفر الانحراف.. لا داعي للتستر


غير أن حقيقة مهمة تبرز أمامنا، و نحن نتحدث عن الحقبة التاريخية التي وقعت فيها ثورة المدينة، و هي: ان الانحراف أسفر عن وجهه نهائيا الأن، و لم يعد قادة الدولة و في مقدمتهم يزيد يرون أي حرج من اظهار ممارساتهم الشاذة التي لا تمت للاسلام بصلة بل و تلك التي يستهجنها و يدعوا للابتعاد عنها. حتي ليذهب قائدهم الي حد التمثل بأقوال أحد أعداء الاسلام القدامي التي يكذب فيها مسألة نزول الوحي علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

و يمكن القول: ان الانحراف قد (ازدهر) و بلغ ذروته في أعقاب اقدامه علي جريمة الطف في كربلاء، و ذلك ما توقعه الحسين عليه السلام عندما خاطب الجيش الذي أرسل لقتاله: (... أما انكم لن تقتلوا بعدي عبدا من عباد الله، فتهابوا قتله، بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم اياي...) [1] ...

رأت الدولة أن جريمتها مرت دون عقاب، و حزمت أمرها علي قمع أي صوت معارض آخر قد يجرؤ علي انتقادها أو المطالبة بدم الحسين عليه السلام، و بدا الأمر لها و كأنها قد نجحت باسكات آخر صوت معارض لها عندما قتلت الحسين، رغم علمها بمكانته في الأمة و منزلته من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فأي امري ء مثل الحسين في مكانته حتي لا يتوقع أن يحمل به ما حل به عليه السلام ان هو هاجم الدولة و اعتراض علي تصرفات قادتها و سلوكهم المشين..!



پاورقي

[1] اللهوف / ص 50.