بازگشت

ثورة المدينة - استنكار لتمادي الدولة في الانحراف


كانت ثورة المدينة أحد ردود الفعل المفاجئة علي سلوك القيادة الأموية المنحرفة بقيادة يزيد، و كانت ثورة متأخرة لم تستطع أن تكون بمستوي ثورة الحسين التي ألهبت المشاعر و لفتت الأنظار الي الأخطار المحدقة بالأمة نتيجة وجود قيادة منحرفة كقيادة يزيد.. و مع أن المدينة في أدركت أن عملها هذا جاء في وقت متأخر، و رغم هزيمتها العسكرية و ما لحق بها من شر و أذي علي يد يزيد و قواده و أعوانه، فانها جعلت الأمة علي يقين من انحراف القيادة الأموية نهائيا و ان لا أمل في اصلاحها، و انها قد برهنت بأعمالها المشينة أنها بعيدة عن الاسلام، بل انها لا تمت اليه بأية صلة رغم ادعاءاتها الطويلة العريضة بأنها الممثل الوحيد الاسلام و الجهة الوحيدة المخولة بالتصرف في شؤون الأمة و الذي ينبغي عليها أن تقبله و تعلن تعلقها به.


لقد برزت حالات فردية نادرة أظهر فيها الثوار حماسا منقطع النظير للتصدي للجيش الأموي المبعوث من الشام، و عبروا عن انتمائهم الحقيقي للاسلام عندما أقدموا علي الموت بنفس الحماس الذي أقدم عليه أصحاب الامام الحسين عليه السلام، و الانحراف و الفساد في عهد قريب من عهد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يستطيعون القيام بذلك مرت و مرات و ان امتد الزمن و بعدت المشقة عندما يشتري الظلم و الانحراف و الفساد في مجتمعهم و في مجتمات المسلمين عموما.