لماذا تساهمون في الجريمة و أنتم لم تشهدوها
(... و أما ما يذكره بعض الناس من أن يزيد لما بلغه خبر أهل المدينة، و ما جري عليهم عند الحرة من مسلم بن عقبة و جيشه فرح بذلك فرحا شديدا، فانه كان يري أنه هو الامام و قد خرجوا عن طاعته و أمروا عليهم غيره، فله قتالهم حتي يرجعوا الي الطاعة و لزوم الجماعة، كما أنذرهم بذلك علي لسان النعمان بن بشير و مسلم بن عقبة كما تقدم، و قد جاء في الصحيح: «من جاءكم و أمركم جميع يريد أن يفرق بينكم فاقتلوه كائنا من كان.
ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
حين حلت بفناهم ركبها
و استجر القتل في عبد الأشل
قد قتلنا الضعف من أشرافهم
و عدلنا ميل بدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا
ملك جاء و لا وحي نزل
فهذا ان قاله يزيد بن معاوية فلعنة الله عليه و لعنة اللاعنين، و ان كان لم يكن قاله فلعنة الله علي من وضعه ليشنع به عليه..) [1] .
و نتساءل: هل كان انذار يزيد أهل المدينة حجة عليهم ليكفوا عن ثورتهم ضده لمجرد أنهم كانوا قد بايعوه في عهد أبيه في ظل الارهاب و القسر و الرشوة؟ و هل ان مجرد طلب الحاكم الفاسق الظالم الخارج عن الاسلام، أن تكف الأمة عن ثورتها و احتجاجها عليه و انتقاد تصرفاته و تصرفات عماله يبرر له أن يفعل ما فعل يزيد بأهل المدينة؟
پاورقي
[1] نفس المصدر 227 / 8.