بازگشت

معاوية عراب غزو المدينة رغم تحذيرات رسول الله


و اذا ما نظرنا نظرة جدية الي الأحاديث التي رويت عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بشأن المدينة و أهلها [1] ، فان جريمة يزيد و معاوية - المسبب الحقيقي للكارثة التي لحقت بالمدينة لأنه هو الذي أوصي بارسال مسلم بن عقبة لاباحتها - تتضاعف مرات عديدة، لأن الذي فعل بالمدينة ما فعل، و هي المدينة المقدسة ذات المكانة الخاصة من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذي حذر بشدة و بشكل صارم من اخافتها و نيلها بسوء، لابد أن يكون مستعدا لهتك أعراض جميع المسلمين و استباحتها اذا ما خرجوا عن طاعته و سلطانه.

كيف يستطيع أحد - مهما حاول تبرير أعمال معاوية و توصيته ليزيد لارسال مسلم بن عقبة لحرب المدينة - أن يوفق بين (اجتهاداته) و (اجتهادات) يزيد من بعده لغزو المدينة، و بين أحاديث الرسول صلي الله عليه و آله و سلم الواضحة بخصوص ذلك؟ أكان مقدرا أن تكون حياة معاوية و أفعاله، سلسلة من (الاجتهادات) المخالفة لنصوص القرآن و رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم...؟ و هل تحصي مخالفات معاوية التي أعطاها أعوانه و تابعوهم اسم (الاجتهاد)، مع أنها كانت تبدو عبثا واضحا و خرقا صريحا للاسلام...؟

لقد كان أمرا مفزعا أن يقوم يزيد بما قام به في المدينة، و بذلك وسع الباب الذي فتحه والده لهتك حرمة المسلمين و أعراضهم و حرياتهم [2] ، و انه لأمر رهيب أن


يتوقع أحد من المسلمين أن يحدث له ما حدث لأهل المدينة من قبل و أن يستباح ماله و عرضه و دينه.

و لابد أن المدينة كانت مستهدفة بالحقد الأموي، و اذ أن أباسفيان لم ينجح في اقتحامها و اباحتها، و اكتفي معاوية - عندما أرسل بسر بن أبي أرطأة اليها بقتل العديد من أهلها و اهانتهم - فان يزيد قد حقق كل ما كان البيت الأموي يطمح لتحقيقه و فعله بأهل المدينة، و أثبت أنه جدير حقا لذلك البيت المعادي للاسلام منذ البداية.


پاورقي

[1] قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: (من أخاف أهل المدينة، أخاف الله عزوجل، و عليه لعنة الله و الملائکة و الناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا و لا عدلا) أخرجوا أحمد من حديث السائب بن خلاد بطريقين - ص 56 ج 4 - مسند أحمد و ابن‏کثير 226 / 8.

و قال صلي الله عليه و آله و سلم: لا يريد أحد بالمدينة بسوء الا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح. (رواه البخاري الصحيح 322 / 1.

و قال صلي الله عليه و آله و سلم: (من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله کما يذوب الملح في الماء) البخار الصحيح 322 / 1 و صحيح مسلم 121 / 4.

و قال صلي الله عليه و آله و سلم: (من أخاف أهل المدينة أخافه الله و عليه لعنة الله و الملائکة و الناس أجمعين).

رواه أحمد / کنزل العمال 238 / 12.

و قال صلي الله عليه و آله و سلم: (من أخاف أهل هذا الحي من الأنصار، فقد أخاف ما بين هذين)، و وضع يديه علي جنبيه. ابن‏کثير البداية و النهاية 223 / 8 عن الدارقطني...

[2] کانت السابقة في ذلک لمعاوية الذي سبي نساء همدان، فأقمن في السوق، و کشف عن سوقهن، فأيتهن کانت أعظم ساقا اشتريت علي عظم ساقها، فکن أول مسلمات سبين في الاسلام الفصول المهمة ص 133 عن ابن‏عبدالبر في / الاستيعاب...