بازگشت

الأمويون و مروان: نقض العهود


لم يكن بوسع مسلم بن عقبة أن يتغلب علي أهل المدينة لولا نقض بني أمية العهد الذي قطعوه علي أنفسهم أن لا يبغوهم غائلة، و لا يدلوا لهم علي عوده و لا يظاهروا عليهم عدوا، و جعلوا ذلك شرطا للسماح لهم بالخروج من المدينة، غير أن عبدالملك بن مروان قدم خطة كاملة يستطيع بموجبها مسلم أن يقتحم المدينة و يتغلب علي المعركة.


قال له عبدالملك: (.. أري أن تسير بمن معك، فتنكب هذا الطريق الي المدينة، حتي اذا انتهيت الي أدني نخل بها نزلت، فاستظل الناس في ظله، و أكلوا من صقره، حتي اذ كان الليل أذكيت الحرس الليل كله عقبا بين أهل العسكر، حتي اذا أصبحت، صليت بالناس الغداة، ثم مضيت بهم و تركت المدينة ذات اليسار، ثم أدرت بالمدينة حتي تأتيهم من قبل الحرة مشرقا، قم تستقبل القوم، فاذا استقبلتهم و قد اشرقت عليهم و طلعت الشمس، طلعت بين أكتاف أصحابك، فلا تؤذيهم، و تقع في وجوههم فيؤذيهم حرها، و يصيبهم أذاها، و يرون، ما دمتم مشرقين، من ائتلاق بيضكم و حرابكم، و أسنة رماحكم و سيوفكم و دروعكم و سواعدكم ما لا ترونه أنتم لشي ء من سلاحكم، ماداموا مخربين، ثم قاتلهم، و استعن بالله عليهم، فان الله ناصرك، اذ خالفوا الامام، و خرجوا من الجماعة، فقال له مسلم: لله أبوك! أي امري ء ولد اذ ولدك، لقد رأي بك خلفا...).