بازگشت

عمرو بن سعيد و عبيد الله بن زياد: لا طاقة لنا بغرور المدينة


و تلفت أنظارنا هنا ظاهرة مهمة و هي: عدم قبول عمرو بن سعيد، والي الدولة السابق علي الحجاز، و عبيدالله بن زياد و الي العراق، بغرو المدينة و مكة بعد ذلك


و اعتذارهما ليزيد عندما كلفهما بذلك [1] ، و لعلهما حسبا أنهما سيجاذفان اذا ما قبلا تلك المهمة، و ربما حسبا أن سحب الثورة قد أخذت لتتجمع ضد يزيد في معظم أرجاء العالم الاسلامي و أخذت بوادر النقمة الشعبية تلوح في الأفق، و ربما تنجح الثورة عسكريا هذه المرة، و لم يكن امتناعهما لأنهما لم يكونا مقتنعين بضرورة قمع تلك الثورة، الا أنهما أرادا أن يقوم غيرهما بذلك.

و قد التجأ يزيد الي مسلم بن عقبة المري، و هو شيخ كبير مريض حاقد علي أهل المديند بشكل لا يوصف، حتي أنه قال قبيل موته بعد واقعة الحرة المروعة التي استباح فيها المدينة: (اللهم اني لم أعمل عملا قط بعد شهادة أن لا اله الا الله و أن محمدا عبده و رسوله أحب الي من قتلي أهل المدينة، و لا أرجي عندي في الآخرة) [2] ، و كأن الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم أوصياه باستباحة المدينة و اجبار أهلها علي مبايعة يزيد علي أنهم عبيد له.


پاورقي

[1] قال له عمرو بن سعيد: قد کنت ضبطت لک البلاد، و أحکمت لک الأمور، فأما الآن انصارت انما هي دماء قريش تهراق بالصعيد، فلا أحب أن أکون أنا أتولي ذلک، يتولاها منهم من هو أبعد منهم مني...

و قال ابن‏ زياد: لا أجمعهما للفاسق أبدا، أقتل ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و أغز و البيت المصدر السابق 352 / 352 / 3.

[2] الطبري 360 / 3.