بازگشت

محاولات يزيد لرشوة وفد المدينة


و قد حاول يزيد رشوتهم و أعطاهم أموالا طائلة، و قد فعل ذلك بدافع شعوره بازدياد النقمة الشعبية عليه مما قد يؤدي الي أن يتحول الموقف لغير صالحه.. (فلما قدم أولئك النفر الوفد المدينة، قاموا فيهم، فأظهروا شتم يزيد و عتبه، و قالوا: انا قدمنا من عند رجل ليس له دين، يشرب الخمر، و يعزف بالطنابير، و يضرب عنده القيان، و يلعب بالكلاب، و يسامر الخراب - و هم اللصوص - و الفتيان، و انا نشهدكم أنا قد خلعناه، فتابعهم الناس) [1] .

و قال عبدالله بن حنظلة بن أبي عامر (و كان شريفا فاضلا سيدا عابدا، معه ثمانية بنين له: جئتكم من عند رجل و الله لو لم أجد الا بني هؤلاء لجاهدته بهم، و حضض الناس، فبايعوه) [2] .

و قال المنذر بن الزبير: (ان يزيد و الله لقد أجازني بمائة ألف درهم، و انه لا


يمنعني ما صنع الي أن أخبركم خبره، و أصدقكم عنه، و الله انه ليشرب الخمر، و انه ليسكر حتي يدع الصلاة، و عابه بمثل ما عابه به أصحابه الذين كانوا معه و أشد) [3] .

و بعث يزيد النعمان بن بشير الي المدينة في محاولة منه لتهدئة الأوضاع هناك، و قد هددهم النعمان بأهل الشام قائلا: (انه لا طاقة لكم بأهل الشام) [4] و هو تلويح لابد أن يكون له أثره لأن تجربة المدينة معهم لم تكن مما يسرون لها، فقد أرس معاوية اليهم سنة أربعين بسر بن أبي أرطأة فدخل المدينة و طارد الصحابة و أجبرهم علي مبايعة معاوية و كاد أن يفتك بهم، و قد فعل بسر الأعاجيب و لم ير لمدينة رسول الله و لا لمنبره أو مسجده حرمة، و في عام اثنين و أربعين عندما استتبت الأمور لصالح معاوية بعد استشهاد أميرالمؤمنين أرسل بسر الي المدينة ثانية من محاولة منه للانتقام من أهلها و قد (أقام بسر بن أبي أرطأة بالمدينة شهرا يستعرض الناس، ليس أحد ممن يقال: هذا أعان علي عثمان الا قتله) [5] .


پاورقي

[1] الطبري 359 - 350 / 3 وابن‏الأثير 450 / 4 و أخرج الواقدي من طرق ان عبدالله بن حنظلة.

[2] المصدر السابق.

[3] الخيل قال: (و الله ما خرجنا علي يزيد حتي خفنا أن نرمي بالحجارة من السماء انه (حجاينکم أمهات الأولاد، و البنات، و الأخوات، و يشرب الخمر، و يدع الصلاة).

[4] الطبري 351 / 3 - السيوطي / تاريخ الخلفاء 195.

[5] الطبري 175 / 3.