بازگشت

عودة الوعي


علي أن أعدادا كبير من الأمة ممن لما وزن و ثقل كبير فيها قد رفضت حالة الاستسلام التي ركنت اليها في السابق و عادت الي حالة صحو ندمت فيها علي تقاعسها عن الالتحاق بالحسين عليه السلام و رفض بيعة يزيد التي سيقوا اليها بالاكراه. فقد كان (من قتل يوم الحرة من الأنصار و قريش ثلثمائة رجل و ستة رجال من الموالي و غيرهم أضعاف هؤلاء...) [1] فهي ليست ثورة عبيد و رعاع أو أناس دون هدف أو وعي أو ارادة، كما حاولوا تصويرها و تصوير الثورات الأخري اللاحقة ضد يزيد و غيره من الحكام الأمويين، كما أنها لم تتم في وقت أحسنت فيه الأمة بضعف يزيد، بل علي العكس من ذلك،حيث كان يزيد يبدو في قمة ازدهاره و قوته، و كان يعتقد أنه قد أحرز نصرا مبينا علي الحسين عليه السلام، و كان يبدي استعداده حينما أقدم علي تلك المجزرة المروعة في الطف، علي استئصال أو قمع أية شخصية أو فئة تقف موقفا معارضا له و لحكمه، و لم يتورع عن وصية قائده لقمع ثورة المدينة مسلم بن عقبة المري لاستعمال أشد الأساليب دموية و فتكا، و كانت حصة بني هاشم و بني طالب


و قريش من هذه المقتلة عظيمة جدا (.. فمن قتل من آل أبي طالب جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، و من بني هاشم من غير آل أبي طالب الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب، و حمزة بن عبدالله بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب و العباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبدالمطلب و بضع و تسعون رجلا من سائر قريش و مثلهم من الأنصار و أربعة آلاف من سائر الناس ممن أدركه الاحصاء دون من لم يعرف) [2] .


پاورقي

[1] العقد الفريد 130 / 5 و ذکر ابن‏کثير في تاريخه نقلا عن الزهري قوله: (أن القتلي يوم الحرة بلغوا سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين و الأنصار و وجوه الموالي و ممن لا أعرف من حر و عبد و غيرهم عشرة آلاف) هامش ابن‏الأثير 462 / 3 و قتل يوم الحرة من أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم ثمانون، و لم يبق بعد ذلک بدري / کتاب المحن 158 / 1 راجع معالم الفتن 317 / 2.

[2] مروج الذهب 85 - 84 / 3.