بازگشت

يزيد قتل الحسين فأجج المعارضة ضده


غير أن هذه المعارضة التي حسب يزيد أنه سيقضي عليها بقتل الحسين و أصحابه، قد ازدادت عنفا و اتساعا و كانت لها مظاهر متعددة كما ذكرنا في هذا


الفصل، علي أن أهم شكل منظم لهذه المعارضة اتخذ صيغة التورع الشعبية تمثل بثورة المدينة و الكوفة و وقوف الناس في مكة موقفا معاديا ليزيد و دولته، و ان كان ابن الزبير قد أراد استثمار ثورة مكة لصالحه.

و ربما كان الثوار و الرافضون عموما قد ندموا علي موقفهم السابق من ثورة الحسين و تخليهم منه، حتي انهم - في الكوفة - ذهبوا الي حد تسمية أنفسهم بالتوابين.

و كما سبق أن قلنا، فان المدينة لم تكن بعيدة عن مواقع الأحداث و معرفة أسبابها، و لم تكن مكانا نائيا مهملا لا أثر له في حياة المسلمين، و انما كانت احدي حواضر الاسلام المهمة و لا تزال تحتفظ بالعديد من آثار الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و فيها قبره و مسجده و لا يزال فيها العديدون من آله و صحابته من المهاجرين و الأنصار، و لم تزل تتمتع بقدسيتها و مكانتها لدي المسلمين، و من هنا يأتي تأثيرها علي بقية المسلمين.. فهي اذا ما وقفت موقفا مناهضا ليزيد، فلابد أنها ستحرك الناس في كل مكان ضده.