بازگشت

ميل الناس للحسين


و بعيد صلح الامام الحسن و معاوية علي الشروط التي اتفقا عليها و نكل عنها معاوية بعد ذلك، عاد الامام الحسن مع أخيه الحسين الي المدينة ليعيشا فيها حياة حافلة، حيث تحلق حولهما آلاف من طلاب العلم و منهم صحابة معروفون لكسب المزيد من العلم الالهي من مصدره الأصيل، آل البيت عليهم السلام، و بعد وفاة الحسن عليه السلام كان الحسين هو المصدر الأول لهذا العلم، و الأمل الوحيد المتبقي أمام الأمة لانقاذها من الانحراف الأموي و الورطة الكبيرة التي وجدت نفسها فيها... و كان (الناس انما ميلهم الي الحسين، لأنه السيد الكبير، و ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فليس علي وجه الأرض يومئذ أحد يساميه و لا يساويه، ولكن الدولة اليزيدية كانت كلها تناوئه) [1] .

و قد رأينا كيف عملت هذه الدولة علي قتله و قتل أصحاب تلك القتلة المأساوية، حاسبة أنها بذلك تستطيع القضاء علي معارضة الأمة لها الي الأبد بعد أن أسكنت الصوت الوحيد الذي ارتفع ضدها.


پاورقي

[1] ابن‏کثير - البداية و النهاية 154 / 8.