بازگشت

الفتنة دمرت المدينة


و انتهي الأمر بأن قتل الخليفة الشيخ تلك القتلة التي جرت الوبال و المصائب علي المسلمين - كما ذكرنا - و مهدت لقيام دولة معاوية و آل مروان بعد ذلك.

و قد حفلت حاضرة الدولة الاسلامية هذه بقوي و أحزاب عديدة، كانت النزعة القرشية الأرستقراطية المتعالية تجمع أغلبها تحت و طأة شعورها بالتفوق علي بقية الناس من العرب و غيرهم بالنسب و المال الموروث و المكتسب في ظل عثمان.

لقد شعرت قريش أن عليها أن توحد صفوفها و قواها و أن تكون حزبا يكون ولاؤه لقريش نفسها - تحت شعار العروبة - ثم للاسلام ظاهريا، و لم ترضيرا في ذلك، بل رأت أنه أمر ضروري مادام يضمن لها السيطرة علي مقدرات الأمة و عدم خروج الأمر من يدها، و كانت لها أعذار و حجج عديدة لتحقيق ذلك.