بازگشت

عبدالله بن جعفر و الله لو شهدته لأحببت ألا أفارقه حتي أقتل معه


و كان عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، زوج زينب، و قد قتل له ابنان مع الحسين عليه السلام قد أقام مجلس العزاء علي الحسين عليه السلام، و كان يري أن خسارته في الحسين أجل و أكبر من خسارته بابنيه (... دخل عليه بعض مواليه و الناس يعزونه... فقال: هذا ما لقينا و دخل علينا من الحسين. فحذفه عبدالله بن جعفر بنعله، ثم قال: يابن اللخناء اللحسين تقول هذا! و الله لو شهدته لأحببت ألا أفارقه حتي أقتل معه، و الله انه لما يسخي بنفسي عنهما، و يهون علي المصاب بهما، انهما أصيبا مع أخي و ابن عمي مواسيين له، صابرين معه. ثم أقبل علي جلسائه فقال: الحمدلله، عزوجل علي مصرع الحسين، الا تكن آست حسينا يدي، آساه ولدي) [1] .

و لا شك أن عمرو بن سعيد والي المدينة قد تساهل حول اقامة مثل هذي التعازي، و لم ير فيها خطرا علي الدولة التي يمثلها، بل لعله كان يري فيها تسلية كبيرة و شفاء لما في صدره المزدحم بالغيظ المكبوت و الحقد الشديد علي آل الرسول عليهم السلام..

و يدلنا كلام لعمر بن سعد، قاله لابن زياد، انهما يدركان أن المسلمين و أهل المدينة علي الخصوص لن يكونوا راضين عن عملهما و ما ارتكباه بحق الحسين و أصحابه، و أن كلا منهما أراد القاء مسؤولية ذلك علي الآخرين.

(قال عبيدالله بن زياد لعمرو بن سعد بعد قتله الحسين: يا عمر أين الكتاب الذي كتبت به اليك في قتل الحسين؟


قال: مضيت لأمرك و ضاع الكتاب

قال: لتجيئن به.

قال: ترك و الله يقرأ علي عجائز قريش اعتذرا اليهن بالمدينة. أما و الله لقد نصحتك نصيحة لو نصحتها أبي سعد بن أبي وقاص، كنت قد أديت حقه.

قال عثمان بن زياد أخو عبيدالله: صدق و الله، لوددت أنه ليس من بني زياد رجل الا و في أنفه خزامة الي يوم القيامة و أن حسينا لم يقتل.

فو الله ما أنكر ذلك عليه عبيد الله) [2] .

و يبدو أن ابن سعد كان أكثر تحسسا بخصوص نقمة الناس عليه، أما ابن زياد فكان يبدو أقل تحسسا بخصوص ذلك، و ان أراد تحسين صورته بنظر الناس. غير أننا نستنتج من حديثهما أن الناس و أهل المدينة خصوصا سيكونون ناقمين عليهما.. و كان الأمر كذلك فعلا. اذ كان أحد أسباب ثورة المدينة، بال السبب الرئيسي لها، نقمة الناس علي يزيد و ادراكهم حقيقة ممارساته المنافية للاسلام، و التي لفت الحسين عليه السلام نظرهم اليها بشكل حاد...


پاورقي

[1] الطبري 342 / 3.

[2] المصدر السابق 342 / 3.