بازگشت

الحزن علي الحسين شجب لدول الظلم الأموية


كان الامام زين العابدين عليه السلام قد فتح الباب علي مصراعيه أمام الناس لتذكر واقعة الطف و مصاب الحسين عليه السلام فيها، و الحزن و التفجع بالمناسبة السنوية التي تمر عليها بل و استذكارها علي الدوام، و جعل تلك الواقعة ماثلة أمام الجميع بتفاصيلها و أحداثها الكبيرة و مواقف الناس الذين شاركوا فيها و أرحضوا نفوسهم دون الاسلام و دون الحسين عليه السلام ممثله الحقيقي و قائد الأمة الشرعي. و لم تدرك دولة الظلم الأموية الأبعاد المقبلة لبكاء زين العابدين عليه السلام علي والده الا في وقت متأخر، فمنعت كل مظهر للحزن علي الحسين، اذ أن ذلك يعني شجبا لسياستها هي. أما الدولة العباسية فقد أفادت كثيرا من الدروس الأموية و عملت علي اضطهاد آل البيت و أتباعهم منذ أن استقرت الأوضاع لصالحها، و رأت في مظاهر زيارة الحسين عليه السلام و الحزن عليه و تذكر مصيبته ما يمكن أن يكون خطرا ماحقا عليها فعمدت الي محاربة ذلك و ذهبت الي حد محاولة طمس القبر الشريف و تهديمه كما جري في عهد الرشيد و المتوكل و غيرهما و ملوك بني العباس، الا أنها بعملها ذاك قد ساهمت - دون أن تعي ذلك - بتأجيج العواطف المويدة للحسين و آل البيت عليهم السلام و عواطف الشجب و الأنكار لممارساتها المنحرفة التي هي امتداد لممارسات الأمويين


و التي لم تكن تستهدف الا تثبيت عروشها و لم يكن يهمها مشروعية الوسائل التي تلجأ اليها طالما أنها تحقق أهدافها [1] ...


پاورقي

[1] و قد ذکر ابن‏کثير ملاحظة طريقه ورد فيها أن النواصب من أهل الشام أعدوا حملات (فرح) معاندة لمظاهر (الحزن) التي عمت سائر المسلمين و ليس لهم غرض من ذلک سوي معاکسة (الرافضة) و عنادهم (... و قد عاکس الرافضة و الشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام، فکانوا الي يوم عاشوراء يطبخون الحبوب و يغتسلون و يتطيبون و يلبسون أفخر ثيابهم، و يتخذون ذلک اليوم عيدا يصنعون منه أنواع الأطعمة، و يظهرون السرور و الفرح يريدون بذلک عناد الروافض و معاکستهم) البداية و النهاية 204 / 8.