من ذكر مصابنا فبكي و أبكي لم تبك عينه يوم تبكي العيون
و عن الامام الرضا عليه السلام قوله: (.. من تذكر مصيبتنا، و بكي لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، و من ذكر مصابنا فبكي و أبكي لم تبك عينه يوم تبكي العيون، و من جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب...) [1] .
و تتواتر أقوال عديدة عن أئمة أهل البيت تدعو الناس للتجمع و ذكر مصيبة الحسين و واقعة الطف و البكاء و انشاد الشعر، و هي دعوة ايجابية تستهدف حث الناس علي انتهاج خط آل البيت و التذكير بأمرهم و بخطهم الرسالي الصحيح...
ان تأكيد الأئمة علي الشعر يأتي من كونه عنصرا اعلاميا موثرا و مادة يمكن حفظها و انتقالها و انشادها بنبرات عاطفية مؤثرة، كما أن القصيدة الواحدة منه قد تعيد بعض المواقف المهمة من واقعة الطف و يمكن أن يقوم الشاعر بدور القاص بعرض بعض تلك المواقف بأسلوب مؤثر يغني عن الكثير من الحديث..
و هكذا حث الصادق عليه السلام الناس علي انشاد الشعر في الحسين عليه السلام بقوله:
(ما قال فينا قائل بيتا من الشعر، حتي يؤيد بروح القدس..
من قال فينا بيتا من الشعر بني الله له بيتا في الجنة) [2] .
و قد رأينا أن العديد من القصائد و المراثي تنقلت بين الناس بسرعة مدهشة أيام الأمويين و العباسيين، و كانت تعمل عمل البيانات الشاجية و المعارضة للحكم، لأنها كانت تحفظ عن ظهر قلب و ما كان يجد منشدوها حاجة لتدوينها، لذلك فان الشعراء قالوا كان ما أرادوا قوله دون خوف أو حذر زائد.
پاورقي
[1] الصدوق - عيون أخبار الرضا - مطبعة دار العلم - محمد بن علي بن الحسين بن بابويه أبوجعفر المفتي، قم - ايران / 1377 / ج 7 / 1.
[2] المصدر السابق ج 7 / 1.