بازگشت

اننسي الذي ضحي من أجلنا


و اذ أن الحسين أقدم علي ذلك، رغم علمه المؤكد بما يصيبه علي يد أولئك الحكام الذين لا يتورعون عن اللجوء الي القسوة و سفك الدماء فان حكمنا علي موقفه لايتمثل بمجرد اعلان التأييد و الموافقة عليه، و انما ينبغي أن يكون موقفا متعاطفا ينسجم و تعاطفه النبيل هو مع كل أبناء أمته و ينسجم مع حزنه الكبير علي المصير الذي آلت اليه في ظل حكام الجور. لقد فقدنا الحسين و تخلينا عنه في ظرف كان ينبغي علينا فيه أن نقف الي جانبه و أن نسنده و نقدم أرواحنا دونه كما فعل أنصاره.

هل يستعطيع أحد من المسلمين أن ينسي ألم الحسين لما حل بهم؟

و هل يستطيع أحد أن ينسي عظم التضحية التي أقدم عليها في سبيل كل واحد منهم؟

و هل أن مشاهد الطف كانت مجرد قدر مقدور علينا المرور به ببساطة و تناسيه لأنه أمر تقادم عليه العهد، كما يحاول البعض الايحاء بذلك؟

أم أنها ينبغي أن تمثل أمامنا دائما لنستمد منها العزيمة و الصدق و المضاء، التي تميز بها من نصروا الحسين و وقفوا الي جانبه..؟ و نحاول أن نسير علي نفس الخط الذي سلكوه لمواجهة كل ظلم و عسف و انحراف..؟

أن تبكي علي الحسين، يعني أن تفم قضيته و تتبناها و تتمني لو أنك كنت في عداد أنصاره و أصحابه، و تكون في مقدمة المضحين في سبيل الاسلام و أهدافه الكبيرة..

لهذا حزن زين العابدين و بكي علي أبيه الحسين كل تلك المدة الطويلة...

و لهذا حزن بقية الأئمة عليهم السلام و أرادوا من الجميع أن يظهروا مشاهد الحزن علي مصابهم بالحسين، فمن شأن هذا الحزن و مظاهر التفجع و البكاء و خصوصا عند ذكري واقعة الطف أن تجعل المشهد ساخنا و القضية حية قائمة مادام هناك ظلم و انحراف.