بازگشت

منطق الطغاة


و يحاول الطغاة و أعوانهم و من لا يفهم منطق الحزن النبيل و الاستجابة الواعية لنداءات و آلام المظلومين، و من يهولهم و يهزهم هذا الحزن الواعي، أن يبدوا استغرابهم منه و غم كل هذه السنين، و قد يتساءلون: أما كان أولي بهؤلاء المحزونين المكروبين أن يبكوا علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أو علي الأقل علي علي أميرالمؤمنين عليه السلام بنفس المرارة التي يبكون فيها علي الحسين عليه السلام خصوصا و أن


أميرالمؤمنين قد قتل هو أيضا [1] .. و يحاولون أن يجعلوا الآخرين يعجبون بدورهم من هذا الحزن القديم الذي لا مبرر له الآن بزعمهم، متناسين أن الحزن علي الحسين منسجم مع حزنه هو علي هذه الأمة و رغبته الصادقة لانقاذها من الانحراف الأموي رغم علمه بالثمن الباهظ الذي كان عليه أن يقدمه في سبيل ذلك. ان علي كل واحد منا دينا شخصيا للحسين و لكل واحد منا علاقة حميمة خاصة به، و لعل الحزن سيكون سببا لاستنكار الظلم الواقع علي الأمة و الذي أراد الحسين ازالته و لو كان الثمن دمه...

القضية العادلة تبقي ماثلة في الأذهان - لن ننسي الحسين..

لا يبكي محبوا الحسين علي امرء مات قبل مئات السنين و انتهي أمره... و انما يسترجعون قضية عادلة رفعت بوجه الظلم، و لا يزالون بحاجة الي رفعها من جديد مادام الظلم و الانحراف لا يزالان يرفعان لواءهما بوجه الاسلام.

كانت قضية الحسين أبرز حدث في تاريخ الاسلام، جعل هذا التاريخ يدخل منعطفا خطيرا لمواجهة حكام الانحراف علي كل مداه فيما بعد، و اذا جاز لنا أن نحكم علي المواقف و الأحداث التاريخية من خلال مواقف أصحابها و دوافعهم، فان المسلمين يرون في موقف الحسين تجسيدا للتضحية و الايثار و الحب و التفاني في هذا الدين الذي أرسل لخلاص البشرية و سعادتها و أمنها و استقرارها من المستغلين العابثين.

في هذا الدين مصيرنا و حياتنا، و علي المواقف و الأحداث التاريخية من خلال مواقف أصحابها و دوافهم، فان المسلمين يرون في موقف الحسين تجسيدا للتضحية و الايثار و الحب و التفاني في هذا الذين الذي أرسل لخلاص البشرية و سعادتها و أمنها و استقرارها من المستغلين العابثين.

في هذا الدين مصيرنا و حياتنا، و علي المواقف الكبيرة كموقف الحسين تتوقف حياتنا و وجودنا و مستقبلنا. لقد أقدم علي مواجهة الظلم و الانحراف في الوقت الذي أحجمت فيه الأمة كلها عن ذلك و لم تجد في نفسها القوة أو الجرأة لمواجهة الحكام المستهترين الذين أعلنوا خروجهم عن الاسلام صراحة بتلاعبهم بأحكامه تشريعاته.



پاورقي

[1] کتب ابن‏کثير في تعليق له علي ظاهرة البکاء علي الحسين عليه ‏السلام قائلا: (... ولکن لا يحسبن ما يفعله الشيعة من اظهار الجزع و الحزن الذي لعل أکثره تصنع و رياء، و قد کان أبوه أفضل منه، فقتل، و هم لا يتخذون مقتله مأتما کيوم مقتل الرافضة يوم مصرع الحسين) البداية و النهاية 205 / 18.