بازگشت

ارساء قواعد الحزن النبيل البناء المتعاطف...


كان الامام زين العابدين عليه السلام يريد الأمة أن تستشعر حزنه علي والده و أنصاره و أن تشاركه فيه، فالتعاطف النبيل لابد أن يؤدي الي أن تفهم الأسباب التي قدم من أجلها دمه و لابد أن تدرك في النهاية أن هدفه الأساسي هو تخليصها من الانحراف الأمري و ليس لجني مكاسب خاصة أو لمزاحمة النظام علي الحكم لمجرد الرغبة في ذلك، مع أنه كان أحق الناس بالحكم و أحدرهم به أكثرهم كفاءة و شعورا بالمسؤولية لتطبيق أحكام الاسلام و شرائعه تطبيقا عادلا مسؤولا.

و كانت صرخاته و كلماته أمام ابن زياد و أهل الكوفة و يزيد و أهل الشام تشير الي أنه كان أكثر الناس فهما و وعيا لقضية والده و كان يريد الأمة كلها أن تفهم غرضه من الثورة و تقديم دمه بتلك الطريقة الباسلة التي أرعبت النظام و جعلته يحشد كل قواه و أعوانه لمواجهته..

أما في المدينة، تلك التي نصرت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم منذ البداية و سارت خلفه دون تحفظ و قدمت للاسلام كل شي ء، ثم نكصت و استسلمت كبقية حواضر الاسلام الأخري أمام الارهاب الأموي، فان ثمة ما يجعل الأمل يتصاعد بامكانية تجدد عزيمة الأنصار الأوائل الذين آزروا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، خصوصا و أنها تمتلي ء بالمزيد منهم


و من أبنائهم، و كان لابد من جعلها تدرك التضحية الكبيرة التي أقدم عليها أبوعبدالله الحسين لانقاذها و انقاذ كافة المسلمين من الأمويين.