بازگشت

ادب الدعاء.. أدب الوصولي الي الله


و اذ أن الأمة كانت تعيش حياة يأس و غربة عن الاسلام في ظل الحملة المحمومة لاستبعاده عن الحياة و تهميش دوره و جعله أقل فاعلية، فان صلة حمبمة به لابد أن تبعث ثانية و لابد أن تربي الأمة علي التحسس به و التقرب من الله عزوجل من خلال الفهم الواعي للاسلام و من خلال أدب الدعاء ذي المضامين الشفافة و المناجاة الحميمة مع الله عزوجل. و هكذا عمل زين العابدين علي اشعار الأمة بأهمية هذين الجانبين و أرسي أسلوبا فريدا في الدعاء و المناجاة جديرا بآل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم.

اذ من يسستطيع - حتي و ان اشتد الصراع علي الحكم و السلطة و اتخذت


المواجهات طوابع غير اسلامية - أن يمنع مسلما من اللجوء الي العلم و العبادة. و جميع القيادات المنحرفة السفيانية و المروانية و الزبيرية تدعي حرصها علي ذلك و ان كان واقع حالها يشير الي أنها كانت تحاول ترسيخ مصالحها و امتيازاتها و أساليبها المنحرفة في الحكم و الحياة.

و كان أسلوبه التربوي هذا ينسجم مع أسلوب آخر اعتمده طيلة حياته للتذكير بثورة والده الحسين عليه السلام، فلم يكن من قبيل الشعور بمظلومية ذلك الامام العظيم الذي واجه السلطة المنحرفة القوية بدمه و دماء أصحابه القلائل و قتل ذلك القتلة المفجعة، اعلانه الحزن الطويل المفجع.

كان ذلك الحزن استمرار لحزن والده عليه السلام و شعوره بالمرارة و هو يري آلامه تقاد لتنفيذ المخططات الأموية... و كان شجبا لارادة الشر التي ألحقت الأذي بوالده و أنصاره عليهم السلام.