بازگشت

توسيع النئة العالمة الواعية


بدا أن أهم ما كان يشغل بال الامام زين العابدين في تلك الفترة التي بدت بعيدة عن عهد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و في غياب الجيل الأول من المسلمين، هو توسيع الفئة العالمة الواعية التي تستمد علمها و وعيها من مبنع الاسلام الصافي، أي من آل البيت أنفسهم؛ أي منه هو بالذات، بقيتهم و ممثلهم و حامل علومهم، و قد كان بالتأكيد المؤهل الأول لمثل تلك المهمة الكبيرة و كان يبدو قادرا علي انجازها بكل كفاءة و جدارة...

و قد حفلت كتب التاريخ و السيرة و الحديث بأمثلة عديدة و شواهد علي تتلمذ أشهر أقطاب العلوم الاسلامية علي يديه منهم رجال من الصحابة كجابر بن عبدالله الأنصاري و عامر بن وائلة الكناني و سيعد بن المسيب بن حزن و سعيد بن جهان الكناني و رجال من التابعين أمثال سعيد بن جبير و محمد بن جبير بن مطعم و القاسم بن عوف و اسماعيل بن عبدالله بن جعفر و ابراهيم بن محمد بن الحنفية و أخوه الحسن و حبيب بن أبي ثابت و أبويحيي الأسدي و أبوحازم الأعرج و سلمة بن دينار المدني و روي عنه الزهري و سفيان بن عينية و نافع و الأوزاعي و معاثل و الواقدي و محمد بن اسحاق و روي عمن روي عنه كثيرون مثل الطبري و ابن البيع و أحمد بن حنبل و ابن بطة و أبوداوود و صاحب الحلية و صاحب الأغاني و صاحب قوت القلوب، و صاحب أسباب النزول و صاحب الترغيب و الترهيب و صاحب الفائق و صاحب المصطفي و غيرهم [1] .


و قد اشتهر من طلابه المعروفين أبوحمزة الثمالي ثابت بن دينار و القاسم بن محمد بن أبي بكر و علي بن رافع و الضحاك بن مزاحم و حميد بن موسي الكوفي و أبوالفضل سدير بن حكيم الصيرفي و يحيي بن أم الطويل و عبدالله البرقي و حكيم بن جبير و الفرزدق و فرات بن أحنف و أيوب بن الحسن و أبومحمد القرشي السدي و طاوس بن كيسان الهمداني و أبان بن تغلب بن رباح بو أبوخالد وردان الكابلي و سعيد بن المسيب المخزومي و عمر بن علي بن الحسين و أخوه عبدالله و جابر بن محمد بن أبي بكر و غيرهم [2] .

و كانت هناك نصوص صابتة علي امامته وردت عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و لابد أن فئات عديدة من الأمة كانت تعرف ذلك و تعيه و تري أن له منزلة رفيعة ينبغي النظر الهيا و علما الهيا متوارثا عن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم ينبغي الاهتمام به و النظر اليه بكل جدية.. و ليست من العبث أن تحيط طبقة كبيرة من العلماء بزين العابدين عليه السلام و تأخذ عنه في الوقت الذي انصرف فيه القادة المنحرفون الي تثبيت مراكزهم باللجوء الي أشد الأساليب قسوة و بعدا عن الاسلام.

كان الاسلام هو الضمانة الوحيدة للأمة الاسلامية لكي تبقي و تستمر و تنمو كأمة اسلامية بعيدا عن مخططات قادة الانحراف، و كان العمل علي نشر علومه و أحكامه و تشريعاته هو الطريق الأمثل لفهمه و استيعابه.


پاورقي

[1] أهل البيت / الأمام زين‏ العابدين - لجنة التأليف في دار التوحيد عن بحارالأنوار ط / 133 / 46 1385 و مناقب آل أبي‏طالب ج 3.

[2] المصدر السابق.