بازگشت

بناء الكتلة العقائدية و محاربة الانحراف


في تلك الفترة بدأ قادة أهل البيت.. (ببناء الكتلة، بناء الجماعة المنضوية تحت لوائهم الشاعرة بكل الحدود و الأبعاد من المفهوم الاسلامي المتبني من قبلهم عليهم السلام.. بناء الجماعة الصالحة من مجموع هذه الأمة التي حصنت بالحد الأدني من التحصين، و لابد أن تنتخب مجموعة من هذه الأمة فيحصنون بأعلي درجة ممكنة من التحصين و يوعون بأعلي درجة ممكنة من التوعية حتي تكون هذه الجماعة هي الرائد و القائد و الحامي للوعي الاسلامي الذي حصن بالحد الأدني..) [1] .


(.. حتي في حالة الشعور بعدم وجود الظروف الموضوعية التي تهيي ء الامام لخوض معركة في مقام تسلم زمان الحكم من جديد..) [2] .

و مع قيام الأئمة عليهم السلام (بمحاولة القضاء علي الانحراف الموجود في تجربة المجتمع الاسلامي و ارجاعها الي وضعها الطبيعي، و ذلك باعداد طويل المدي و تهيئة للظروف الموضوعية التي تتناسب و تتفق مع ذلك) [3] فانهم مارسوا عملية (تعميق الرسالة، روحيا و سياسيا للأمة نفسها، بغية ايجاد تحصين كاف في صفوفها لكي يؤثر هذا التحصين في مناعتها، و في عدم انهيارها، بعد تردي التجربة و سقوطها، اذ كان من اللازم بعد أن حرمت الأمة الاسلامية من التجربة الصحيحة الكاملة للحيا الاسلامية بعد وفاة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم أن تطعم و تغذي الأمة كأمة، تطعم الأمة و تغذي بالاسلام رساليا، و تغذي في مجالها الروحي و الفكري و الاجتماعي و السياسي، لكي تستوعب الاسلام - بايجاد قواعد واعية في الأمة و ايجاد روح رسالية فيها و ايجاد عواطف تجاه هذه الرسالة في الأمة) [4] .

كانت مهمة أهل البيت عليهم السلام لحماية الاسلام واحدة و ان اتخذت دورا بدت مختلفة في الظاهر، و كانت تلك الأدوار تنسجم مع الظروف التي كان يمر بها كل امام.

و قد تعرضينا في هذه الاسلام لأدوار الأمة الثلاثة الأوائل عليهم السلام و رأينا كيف أنهم استطاعوا تحصين التجربة الاسلامية و الحفاظ عليها رغم عوامل الانحراف التي كانت قابلة للاطاحة بها و استقاطها الي الأبد حتي لا تعود تذكر الا كتجربة تاريخية مرت علي المسلمين، و لن تكون قابلة لتكرار في أي وقت آخر.


پاورقي

[1] أهل البيت / السيد محمد باقر الصدر ص 116.

[2] أهل البيت / السيد محمد باقر الصدر ص 132 - 131.

[3] المصدر السابق.

[4] المصدر السابق.